السبت، 12 سبتمبر 2015

رسائل بعد فوات الأوان -3- المختار السعيدي


زهرة يانعة في صحراء قاحلة..تنتظر يائسة سحابة تطل من الأفق البعيد علها تحمل أملا ينفخ روح الحياة في أوراقها المهددة بالذبول...
قطرة شاردة تمردت على قانون الطبيعة وثارت معلنة القطيعة مع التحجر العاطفي...
أمشي الهوينى على قارعة الجنون، حاملا ذكرياتي العليلة بعدما أخرجتها خلسة من غرفة الإنعاش التي يحرسها العقل..
أحطم حواجز الخوف الرهيبة التي تعيق مسيري...
أرى أحاسيس العشاق مصلوبة على جذع الصمت...
أطوف سعيا بين الخوف والرجاء..وأرمي جمرات الأمل على اليأس...
أنحر التردد ..وأحتفي بالهزيمة التي تحطم صنم الغرور...
هكذا صنعْتِ مني بطلا أسطوريا...ينبعث من رماد الاحتراق...ويتنفس الوصل من شريان الفراق !
في سنوات الإعدادي ذقت طعم التناقض اللذيذ حين رآني الأستاذ الأول بليدا..فرأيتك أبعد من المستحيل..وبعد أن انتقل بأيام غمرني الأستاذ الجديد بسمة الذكاء..فلمحتك أقرب إلي من حبل الوريد...وأيقنت حينها أن التربة الخصبة مبثوثة في الإنسان..منذ الأزل ..تنتظر قطرة كي تزهري فيها ...ويضوع أريجك...
..........
أيتها الفاتنة..أنقذْتِ روحي من الهلاك عطشا في صحراء الكآبة..فجُدْتِ غيثا بالخواطر العذبة..وأراني بك عدت خلقا سويا..أمشي مختارا بين غواني المعاني..مختالا بين الألفاظ الغلاظ...أخيط جراح الاكتئاب ...وأهدم جبال العذاب..
المختار السعيدي

12 شتنبر 2015

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي