سيرة ذاتية

مأساة حرف (1) "مذكرات أستاذ"

السماء بأمحالها تبكيك والأرض بأوحالها ترثيك وأنت بينهما تمشي لا تدري ما يخبئه لك القدر من مآس ..لم تكن تدري حينها أنها عين السعادة.
المسير ما أحلاه عندما تكون خلايا الدماغ مشغولة ...أرسم في مخيلتي خارطة المغرب...تراني مرة في الجنوب...وأخرى في الشمال ...وأحيانا في الغرب.وبصورة نادرة في الشرق غير النافع حتى في التعيين...حتى وجدت نفسي أمام التعيين أتفحصه باهتمام زائد...
لحظة زفاف سعيدة بين الفرحة والدهشة أنجبت في حينها شعورا فذا تلامطت أمواجه بذكريات الواقع والخيال في لمح البصر ..لم أصدق عيني... إنها "تازة"...ما أسعدني !! ليس سعادة القرب فقط ... بل سعادة دعائي المستجاب...اطمأن قلبي...لقد خفف الله عني البلاء... "اللهم عيني في مكان تحبه وترضاه" ... ما ألطف القدر ... فالمكان أحبه وأرضاه..ولم أكن أتخيله...
أحث الخطى إلى "البّرْكْ" لأزف الخبر لأصدقائي ...فالفرحة تفيض بين جوانحي ... وينتشر عبيرها متحديا فيح الأزهار، وساخرا من انحناء الأشجار لكبريائه...ولكن لسوء الحظ، أو لحسنه، لم أجد أحدا...
هل الزمن توقف عن المسير؟ أم أن السير تزامن مع توقف الشعور ليسجل حالة قل نظيرها في واقعي المليء بمكائد الدهر؟ 
أصبحت أشعر بذاتي خارج الزمان والمكان...قد تكون الفرحة..وقد تكون تراكمات الألم انفجرت بعد تحقق الأمل...
قد يغالي المرء في أنانيته ... ويستبد بالهناء..فلا يشعر باللذة إلا إذا صرفها على دفعات...لم أكن أدري بأني أبطل الحقيقة وأحق الباطل ...كان الليل يهزأ من تصرفي الأحمق عندما أعلنت نبأ تعييني "الزائف" بأسا الزاك أمام الأسيرة... والحقيقي استأثرت به أمي [رحمها الله] لأني كنت أتحاشى جرح شعورها بسيف مغالطة قد تسعد ذاتي المعذبة بين أحضان الألم الممض ..
ما بال السهاد جاثم على عيني؟ أتراه يهنئني...؟ أم أن الحسد يحرق ما تبقى من حشاشته التي يحميها طيف الحسناء كلما أشهرت سيف العداء والجفاء...؟
ما باله يحسدني على هذه اللحظة ويرسل شعاعا من الشك يبعث الرعب في فرحتي ثم ينسحب أمام هجوم نسيج ذاكرة مسيجة بالثقة العمياء....؟
فقد ترددت قليلا واتهمت عيني بوقوع إبدال حرف التاء بالزاي...ولكن سرعان ما رأيت القاعدة شاذة بعد تفحص مذاهب الخيال عبر عقل لا أشك في يقينه...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي