تأصيل الأصيل ومحاورة الحداثة: قراءة في ديوان أزيز الصمت

في الملحق الثقافي لجريدة العلم ليوم الخميس 2 أبريل 2020 تقرأون هذه الدراسة القيمة التي أنجزها الناقد مصطفى فرحات لديوان أزيز الصمت

التفاعل التأملي:دراسة في تلقي القدامى شعر أبي تمام - المختار السعيدي

عن دار تموز للطباعة والنشر بسوريا؛ الطبعة الأولى 2020

صدور ديواني الثاني: الرحيل، أغنيات التيه في جنة الضياع

عن دار القلم بالرباط صدر ديواني الثاني "الرحيل: أغنيات التيه في جنة الضياع" الديوان تجدونه في المكتبات: الرباط: دار الأمان + الألفية الثالثة فاس: مكتبة الفجر تازة: مكتبة السوسي اخترت لكم هذا النص وهو القصيدة الأخيرة من الديوان:

الدهشة الجمالية

عن مطبعة عين برانت بوجدة ومنشورات جمعية الضاد صدر كتابي "تفاعل الدهشة الجماليةدراسة في تلقي شعر أبي تمام من لدن معاصريه" مقدمة الكتاب

التلقي المنتج

عن دار الأنوار بوجدة صدر كتابي النقدي الأول المعنون بالتلقي المنتج

الخميس، 21 ديسمبر 2017

الأحد، 26 نوفمبر 2017

التلبيس الحادي عشر- (في الرد على تمويه التماهي) - المختار السعيدي

يقول الأستاذ خشان:


وأقول في شرح: التلبيس الحادي عشر

لن أعيد الحديث عن النتيجة التي يتوصل إليها الأستاذ خشان من أن المضمون واحد، فقد تحدثت عن ذلك في التلبيس العاشر، لكن أود مناقشة التلبيس الذي يريد أن يوقع فيه الأستاذ خشان قارئه من خلال الحكم المرتجل: "الرقمي أشمل وأدق"، فما وجه الشمولية والدقة؟ أهو تلك الأقواس والمعقوفات التي تُضِل ولا تُدِل؟ أم هو تلك المفارقة التي تجعل صدر المنسرح ينتهي ب 1 3 وعجزه ينتهي ب 1 3؟
أم هو الحديث عن الزحاف المستحب؟
يقول الأستاذ خشان:
"يغلب على صدر المنسرح أن ينتهي ب 3 1 3 ولذا نرمز له ب 3 {2} 3 .. {2} مستحب الزحاف"
يزعم الأستاذ أنه خير من يمثل منهج الخليل بأرقامه هذه، فماذا يقول الخليل وكتب العروض التي أخذت عنه؟
شطر صدر المنسرح في النظام الخليلي هو مستفعلن مفعولات مستفعلن
نعلم أن 3 في عرف الرقميين تدل على وتد مجموع أصيل، لنترك التفعيلات جانبا لأن الأستاذ خشان الذي يزعم أنه يمثل منهج الخليل يرى أن من الشمولية عدم الاعتداد بها... ونركز على انتظام الأسباب والأوتاد التي تأتي كما يلي: 2 2 3 2 2  وتد مفروق 2 2 3
في حديثي في #التلبيس_العاشر أشرت إلى أن الأستاذ يقول بأن وزن المنسرح رقميا:
4 3 2 3 3 1 3 وهذا اختلاف جوهري عن منهج الخليل، فأين الوتد المفروق الذي يعلم كل مهتم بالعروض بأنه ركن أصيل في منهج الخليل إلا الأستاذ خشان ومن تبعه من الرقميين؟
الأستاذ خشان يلبّس على الخليل حين يقول بأن ذاك وزن المنسرح، وسيستمر في تلبيسه كلما واجهه وتد مفروق، لذلك يعمم الحكم على بحور الدائرة كما سنرى لاحقا !
نعود إلى نهاية المنسرح: يزعم الأستاذ بأنه ينتهي ب 3 1 3 ؛ والغريب في الأمر أنه يتقاطع بهذه الأرقام مع اجتهاد حازم القرطاجني الذي ينتقده كما سنرى، حيث إن حازما يجعل تفعيلات صدر المنسرح هي:
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن
وبلغة الأرقام الخشانية:
4 3 6 3 2 3
بل إن القرطاجني يقول بالحرف "والخبن في فاعلن في العروض أحسن" ص242؛ والأستاذ يقول إن 2 مستحب الزحاف؛ والأغرب أن الأستاذ خشان يهاجم القرطاجني- الذي يتفق معه في العمق- بحجة مخالفة الخليل، وفي الوقت نفسه يزعم أنه خير من يمثل منهج الخليل، في الوقت الذي يلبّس فيه على الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي يقول بأن نهاية صدر البحر هي مستفعلن أي 2 2 3 حسب أرقام الأستاذ خشان، بهذا الاعتبار سيتحول السبب الخفيف الأول [مس] إلى مكون من مكونات الوتد إلى جانب التاء من الوتد المفروق في مفعولات أي:
مفعولا
ت مس
تف
علن
6
3
1 المزاحفة من 2
3
لاحظ إذن كيف يلبّس الأستاذ خشان منهج الخليل ويجعل السبب الخفيف [مُسْ] مكونا من مكونات الوتد المجموع بعد أن يفصل بنية الوتد المفروق[لاتُ من مفعولات] ويجعل بعضه سببا خفيفا([لا] من الوتد المفروق [لات]) وبعضها من([ت] من الوتد المفروق [لات]) الوتد المجموع !
ما شاء الله على الدقة والشمولية !
لو قال الأستاذ إنه يختلف مع الخليل في هذه الجزئية، وإنه يرى خلافه أنه كان يلزم تفادي الحديث عن الوتد المفروق، وأن ذلك وتد مجموع، وينص على مخالفة الخليل، لكان الأمر عاديا ومفهوما، لكن أن ينص على أنه يمثل منهج الخليل في كل صغيرة وكبيرة، وأن الخليل لا يمكن أن يناقش، لأن علم العروض خط أحمر غير قابل للتجديد، فتلك الطامة الكبرى...
بالنسبة لمنهجي أقول بأن الأصل النظري لصدر المنسرح هو:
مستف
علن
مفعلا
ت مس
تعلن
فعْلنْ
فعلْ
فاعلنْ
فعلْ
فعلنْ
4
3
5
3
 علما أنه يمكن أن يقع التبادل في التفعيلة الأولى بين 4 و 3 و 3م، كما يمكن أن تتبادل في التفعيلة الثالثة 5 مع 4، وفي حالة حلول 4 مكان 5 أي فعْلنْ مكان فاعلن، يلزم أن تتبادل التفعيلة الرابعة أيضا وتتغير من 3 فعلْ إلى 5 فاعلن؛ لأنه لو لم يقع هذا التبادل، وحافظت 3 على مكانها  لالتبس إيقاع المنسرح بأحد إيقاعات السريع أو الكامل...
وللقارئ أن يحكم بعد هذا، ويبرز مدى التطابق بين المنهجين، وأيهما أشمل وأدق !

شخصيا لا أعرف وجه الشمولية والدقة في الرقمي... وربما هذا سر عجزي عن مواصلة الدورات في منتدى الرقمي لأني ظللت دوما أجري وراء سراب أحسبه منهجا، حتى إذا توغلت حاصرتني المعقوفات والأقواس والهضاب والتضاريس والكم والهيئة....، وكلما استنجدت من صعوبة أمدني الأستاذ مشكورا بمزيد من الروابط ، لكني كنت كالمستجير من الرمضاء بالنار... فأيقنت أني وطئت أرضا غير أرض علم العروض !

الجمعة، 24 نوفمبر 2017

التلبيس العاشر/التفعيلات الرقمية- في الرد على تمويه التماهي للأستاذ خشان

يقول الأستاذ خشان:







وأقول : 
أولا يتساءل الأستاذ لم لم أبدأ بـ 4 بدل 3؟ وهو تساؤل رغم بساطة الجواب عنه إلا أنه يختزل عمق الاختلاف بيننا الذي لم ينتبه إليه بعد الأستاذ خشان؛ وقبل أن أبرز هذا العمق أجيب أولا عن سؤاله، يتضح من تدوينتي أنه ترتبط بتدوينة سابقة، وهي تشرح إيقاع بحر المنسرح انطلاقا من افتراض مجيء الإيقاع مبتدئا 3 بدل 4، لذلك كتبت 3 يا أستاذي بدل 4 ، فالمعيار الذي أنطلق منه هو الشعر المستعمل،. فطريقتي تناقش الإطار النظري للبحر وفي الوقت نفسه تناقش الاستعمال الشعري؛  ومن هنا أدلف إلى ذلك العمق الذي تحدثت عنه، وخلاصته أن انطلاقتي من واقع الشعر المستعمل في اتجاه البحث عن المشترك، أما الأستاذ خشان الذي ينظر بعين الرضا للعروض الخليلي فينطلق مثل الخليل، الذي أحترمه جدا بخلاف ما ذهب إليه فضيلة الأستاذ خشان،  من تصور نظري مسبق يجعله الأصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
بعدها يكتب الأستاذ خشان "المضمون واحد" ويظللها بالأصفر وكأنه اكتشاف عظيم: فلننظر إلى الطريقتين ونحلل عبارة المضمون واحد :
الشطر الذي أقصده
ترقيمي
ترقيم خشان
تفاعيل الخليل
//0 //0 /0 //0 //0 ///0
3 3 5 3 4م
3 3 2 3 3 1 3
متفعلن مفعلات مستعلن
 لماذا المضمون واحد وهل هذا اكتشاف ذو بال؟
المضمون واحد ببساطة لأن الشطر الذي ننطلق منه واحد، ولست أدري ما الذي سيعنيه الأستاذ بإمكانية اختلاف المضمون، هو ينسب ذلك إلى الخليل، وأنا أنسبه إلى الشعر العربي، فنحن جميعا نتفق حول مضمون نظام الحركات والسكنات ولكن طريقة الوصف تختلف، وصفتها أنا بأرقام، ووصفتها أنت بأرقام، ووصفها الخليل بتفعيلات، ويصفها البعض بنظام المقاطع ... وهنا يجب فحص الشكل، والنظر إلى أي الأشكال أكثر وضوحا وبساطة ودقة:
لنبدأ بتفعيلات الخليل:
حين يتأمل الطالب الملم قليلا بمبادئ العروض ذلك الشطر فإن الاحتمالات التي يمكن أن تدور في ذهنه، وربما قبل أن يكتشف إيقاع المنسرح:
متفعلن فاعلن مفاعلتن
مفاعلن فاعلن مفاعلتن
من حيث عدد الأرقام: عبرت عن الشطر بخمسة أرقام بينما عبر عنه الأستاذ خشان بسبعة أرقام فليحكم القارئ أي الطريقتين أسهل: الطريقة التي تصف الظاهرة العروضية بأرقام أقل،  أوالطريقة التي تصفها بأرقام أكثر، علما أن المضمون واحد... يضاف إلى ذلك أن التفعيلة الأخيرة بالنسبة لطريقتي لا تثير أي إشكال فهي 4م في جميع الأحوال، أما أرقام الأستاذ خشان فإنه يلزم معرفة الفرق بين 1 3 و ((4)
كما أن قاعدة التناوب العامة التي استثنى منها الطويل فقط في الحكم بالوتد في الرقم الثاني، لا تنطبق على الهزج في حالة قبضه.

الأستاذ حريص على إثبات تطابق المضمون وهو أمر لا أختلف معه فيه...هو يناقش المضمون ليصل إلى حقيقة تطابقه، وقد بينت سبب تطابق المضمون، لكن طريقة التعبير عن المضمون هي التي تختلف...وهي التي يجب أن تناقش !

الخميس، 9 نوفمبر 2017

مسير!- شعر المختار السعيدي

مسير!
ـــــــــــــــــــــــــــ
بنيْتُ في مهجتي قصْرا من الأمل==وسرْت في روضهِ طفلا بلا عملِ
حتى رأيْتُ غصون العمر دانيةً == ظلالها فوق قلبي تقْتفي أجلي
فاستيقظ العقلُ من أوْهام أخْيلتي == وأبْصَر الوعيَ مصلوبا على الفشل
تقدّم الدهر نحوي كي أساعدَهُ == فسرْتُ نحو فنائي أحْتسي وجلي
ـــــــــــــ
المختار السعيدي

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

الصمت الحلال !

الصمت الحلال !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُسافرُ في تفاصيلِ الكلامْ

أفكّر في انْشطاري لحْظة الصمْت الحرامْ

أعاتبني

وأجْهش بالجدالْ

أقول لفكْرتي: "مهلا...فإن الصمت قد يغدو حلالْ

إذا ما جادل العقلاءَ منْ يهوى الخصامْ ! "
ـــــــــــــ
المختار السعيدي

26 شتنبر2017

الأحد، 10 سبتمبر 2017

التأويل!


بين السطور هوتْ عبارةْ == فتأبّط التأويلُ عارَهْ
عرّى المعاني واختفى == خلف الغموض وكان غارَهْ!















بيْن السطور هوتْ عبارةْ==فتأبّط التأويلُ عارهْ
 عرّى ال
معاني واختفى==خلف الغموض وكان غارهْ
بيْن السطور هوتْ

الاثنين، 28 أغسطس 2017

إحياء - شعر: المختار السعيدي


الحب في قبر النوى دفناه==عشْنا متاع الخصب في ذكراه 
وانبثّ في أوصالنا بعض الأسى==لمّا سرى في روحنا، أحياه!  

لم أدر أن الحزن يحيي حبنا==حتى غرقنا في خضم أساه
فغدوت طفلا أزدهي بطفولتي==وأصوغ أحلامي بمن أهواه
فأعيد تشكيل الحياة برغبتي ==وأطارد الليل الذي أخشاه!

وأسير حينا خلف ظلي لاهيا ==وأحثّ خطْوي قبله لأراه!
فيقول لي: "يا صاح سر في جانبي== لترى الحقيقة إننا أشباه!

"أو قفْ لعلّك تبْصر الأوهام فينا،  حين يمتزج الهوى والآه "

حدّقْت في ظلي بدون تأمّلٍ== ورميت أحلامي فويق ثراه


ومشيتُ وحدي في طريق نهايتي == وتركْت ظلي يسْتشيرُ مداه !

السبت، 22 يوليو 2017

اعتذار_شعر المختار السعيدي

هل لشعري أثر يشفع لي؟
...........................فطريقي مثخن بالفشل!
جئتك اليوم وقلبي أمل
.................. . ......والأماني ترتعي في الأمل
كنت في عينيك سيلا وأنا
.............................لست إلا دمعة في طلل
22 يوليوز 20178

الخميس، 13 يوليو 2017

حي على القراءة! موقع أرشيف المجلات

 يتضمن الموقع 198 مجلة تشمل 12873 عددا بأزيد من ربع مليون مقالة وأكثر من مليون صفحة، موزعة على أغلب الدول العربية وبعض الدول الغربية التي صدرت بها مجلات ناطقة بالضاد...موقع مهم لكل الباحثين:
موقع أرشيف المجلات العربية

الأربعاء، 12 يوليو 2017

بحبكم كتبت قصيدتي - شعر المختار السعيدي

 مر عامان من التكوين بالمركز الوطني لتكوين مفتشي التلعيم ... عامان تعرفت فيهما إلى زملاء وأحباب ...عامان يلخصان مشهدا مزيجا من المشاعر المتناقضة...لكن الفرحة تهمين ولله الحمد... إلى كل الأحبة الذين عرفناهم وعرفونا....أهدي هذه القصيدة المتواضعة ..آملا لكم مسيرة مهنية موفقة...



الثلاثاء، 27 يونيو 2017

همس - شعر المختار السعيدي


همس
.........
ناديت أحلامي: "اسكنيني
............فقد ارتويت من الجنون
وقد اكتويت من الهوى
............وشربت زقوم الظنون
حتى الحقيقة أصبحت
...........ليلا على ضوء اليقين"
لكن أحلامي اختفت
..........فنبت حزنا في الحنين
وسقتني الذكرى أسى
.............يستل من عمري الحزين
ونمت ثمار فجيعتي
..........وقطفت منها بعض هوني
ومشيت دون تبصر
..........ضدا على قلبي الحرون
وهمست في أذن الهوى:
 ........."أفرغ لهيبك في شجوني!"
المختار السعيدي
عيد الفطر السعيد  1438

الجمعة، 23 يونيو 2017

"العربية بين البعد اللغوي والبعد الاجتماعي" إصدار جديد للباحث د. مصطفى حركات.

 صدر كتاب جديد للباحث الجزائري د. مصطفى  حركات  عن دار الآفاق تحت عنوان: "العربية بين البعد اللغوي والبعد الاجتماعي"؛ ويتضمن الكتاب المحاور الآتية: 
محتويات الكتاب
المقدمة ..................................................................7
المحــــــــــــور الأول مفاهيم عامة
المبحث 1 اللغة بين الفرد والمجتمع....................................... .15
المبحث 2 اللغة والتنظير ..............................................23
المبحث 3 اللغة بين الثبات والتغير........................................33
المبحث 4 اللغة والمكان.................................................41
مبحث 5 العربية وأهلها ................................................46
المبحث 6 العربية والتنوع اللغوي.......................................... 54
المبحث 7 العربية والازدواجية اللغوية.................... ..................73
المحــــــــــــور الثاني الدراسة التقابلية
المبحث 1 خصائص الفصحى............................................91 
المبحث 2 قضية الإعراب .....................................111 
المبحث 3 :النظام المقطعي بين الفصيح والعامي....................133 
المبحث 4 الصرف والتنوع اللغوي........................................1488 
المبحث 5 الأدوات النحوية........................................... 1677 
المبحث 6 علم التراكيب............................................. 183 
المبحث 7 مستقبل العربية......................................  201
وفي ما يلي مقدمة الكتاب مأخوذة من صفحته على الفيس بوك:
المقدمة
اللغة لا يمكن فصلها عن الإنسان كفرد أو كعنصر من جماعة. كما أنه لا يمكن تجاهل العوامل التي تساهم في تكوينها كعناصر الزمن والمكان والدين والثقافة. ولكن اللغة قبل كل شيء تؤدي وظيفة أساسية هي التبليغ، والتبليغ لا يستطيع أن يتم إلا إذا كان هناك قانون متفق عليه يمكِّن من الفهم والإفهام.

 ومن هنا، فإننا لا نشاطر رأي من يعتقد أن اللسانيات الحقيقية هي اللسانيات الاجتماعية، وذلك أن كل الدراسات اللسانية الاجتماعية لا تستطيع وصف الأوضاع إلا بواسطة النظريات اللغوية مهما كانت بساطتها.


2.واللغة إذا كانت نظاما تواصليا فهي أيضا موضوع للإيديولوجيات المختلفة، موضوع لتقارب الأفراد والشعوب، وأحيانا موضوع للتباعد والنفور، بل قل موضوع للحب والكراهية.
 ولذا فإن على الباحثين أن يدرسوا اللغة من جميع هذه الجوانب، بعيدا عن كل عاطفة، بعيدا عن التمجيد أو الاحتقار. ولكن من يستطيع أن يكون موضوعيا في هذا الميدان وهو فرد واقع تحت تأثير هذه اللغة ؟
3.القضايا التي تخص اللغة ناتجة عموما عن التجاور اللغوي. فقد يكون الصراع بين العامية والفصحى، وبين لهجة وأخرى، وبين لغة أهل البلد ولغة أجنبية. والصراع يتجسد في الاختيار، اختيار نظام لغوي بدلا من نظام آخر. وذلك لتلبية حاجيات الفرد أو المجتمع.
 بالنسبة للعربية هناك صراع قديم بين العامية والفصحى قد يرجع اليوم إلى الواجهة. ولكن هذا الصراع مفتعل والعربية لها اليوم هذا الوجه المزدوج الذي يجعل أهلها متمسكين به. فلا أحد في العالم العربي يستطيع أن يتخلى عن لهجته ولا أحد يستطيع أن يتخلى عن الفصحى التي هي وعاء جذوره وثقافته، ووسيلة طيّعة وفية للتعبير عن الحداثة.
 ثم إن التقارب بين اللهجات العربية وبين العامية والفصحى نراه اليوم يسير بخطى حثيثة وذلك تحت تأثير التعليم والتثقيف والإعلام، بحيث إنه يمكننا التنبؤ بوضع تكون فيه العربية شبيهة بلغات أخرى ذات ازدواجية ضعيفة.
4.أما علاقة العربية باللغات الأجنبية كالفرنسية أو الإنجليزية، فرأْيُنا أن استخدام هذه اللغات لاكتساب العلوم هو شيء طبيعي لا بل هو أساس. والإنسان المثقف اليوم في حاجة لمعرفة المزيد من اللغات. ولكن أن تصير لغةٌ من هذه اللغات، لغتَنا الثقافية ولغةَ تعاملنا اليومي، وأن توضَع العربية في سلة المهملات وينحصر دورها في السوق والمقهى أو في المجال الأدبي وحده، فهذا ما لا يمكن أن يتقبله أي شخص عاقل.
5.دراستنا هذه واقعة أساسا في الميدان اللغوي، وقد أردنا لأغراض التبسيط وضع المفاهيم في متناول الكثير. بعض المفاهيم اللسانية الاجتماعية متداول، وبعض القواعد النحوية وارد في الكتب. فعلْنا هذا لغرض تعليمي، ولكن هذا لم يمنعنا من نهج منهج خاص بنا، والقيام بالدراسة المعمقة، وابتكار المبادئ، وإزاحة القناع عما خفي من الأسرار، ووصف ما لم يوصف، وتصحيح وجهات النظر. وذلك دون أن نكون قد مسحنا كل ما يلزم مسحه من المفاهيم لأن كل باب من الأبواب التي تطرقنا إليها في حاجة إلى كتاب كامل لِبَلِّ صدى العطشان إلى القضايا اللغوية في هذا الميدان.
ومما جاء في الكتاب - دائما نقلا عن الكاتب في صفحته الفيسبوكية - "الحروف والحركات في العامية والفصحى
1. قبل أن ندرس النظام المقطعي للعامية فإنه يجدر بنا أن نتطرق للصوامت والصوائت في العامية.لو أحصينا هذه الصوامت لوجدناها نفسها وبنفس المخارج والصفات. فالباء في العامية هي الباء الفصيحة مخرجها الشفتان وهي مجهورة في الاستعمال ولا تتقابل مع أي عنصر مهموس وإنما تتقابل مع الميم بواسطة الغنة وعدمها. والتاء ذولقية شديدة تتقابل مع الدال بواسطة الجهر وتتقابل مع الطاء بواسطة التفخيم. والثاء ذولقية رخوة تتقابل بواسطة الجهر مع الذال.

2.ولو استعرضنا كل الصوامت في العامية لرأيناها لا تختلف عن صوامت الفصحى في شيء. لا من ناحية الصفات الأساسية ولا من ناحية التقابل بين الوحدات.
3.أما الحركات فهي ثلاث. الفتحة والضمة والكسرة لم تتغير ولم يضف إليها شيء. وفي الميدان النغمي فإن مد الحركات ما زال يلعب نفس الدور التمييزي في العامية وإن كان اختلاس الحركات يقلل من أهميته. ومد الحركات يجعلنا نصنفها إلى حركات قصيرة وحركات طويلة.
4.النظام الفونولوجي العامي على مستوى الحروف والحركات مطابق تماما للنظام الفونولوجي الفصيح. ومما يؤكد تطابق النظامين الصوتيين هو عدم وجود أي لكنة عند الذي شب على العامية. وفي التعليم فالنطق الفصيح لا يتطلب من المربي أي جهد لترسيخه عند الصغار. فهم بسهولة مذهلة يقرؤون النصوص الفصيحة بالطرق السليمة أو حتى المعيارية التي يتطلبها النطق النموذجي.
5.ولكننا نرى بعض الدارسين يؤكدون ، لأسباب إيديولوجية غالبا ،  على التنوعات اللهجية للأصوات، مما يقود البعض إلى الاعتقاد بأن النظام الصوتي العامي يختلف جذريا عن النظام الصوتي الفصيح بل يختلف من عامية لأخرى. والخطأ في تناول القضية ناتج عن كون هؤلاء يضعون دراساتهم في نطاق الصوتيات البحتة وليس في الفونولوجيا.
 التنوع الصوتي للفونيم الذي هو الوحدة المجردة المبنية على التقابل التمييزي موجود في كل اللغات وقد يكون فرديا أو لهجيا. وهو لا يغير من ثبات الوحدة المجردة. فالجيم التي تؤدى شديدة في مصر أو مشبعة بدال {دج} في العاصمة الجزائرية لا يخرجها هذا التنوع عن كونها جيما ، والقاف التي تؤدى كالهمزة في مصر وتلمسان، وكالجيم القاهرية في معظم الجنوب العربي ، تبقى فونولوجيا قافا. وفي أذهان الناطقين هذا الثبات موجود. والكتابة التي هي في مبدئها فونولوجية تعزز هذا الاعتقاد ولا تهتم بهذه التنوعات أو تضعها في صنف واحد وهو صنف الحرف الخطي الذي يمثلها كلها. ومن جهة أخرى فإننا لو تتبعنا كل هذه التأديات لوجدناها قديمة مما يؤكد أن هذا التنوع لم يأت عبثا أو أنه عيب في النطق وإنما جاء لأسباب منطقية يمكننا دراستها."