تأصيل الأصيل ومحاورة الحداثة: قراءة في ديوان أزيز الصمت

في الملحق الثقافي لجريدة العلم ليوم الخميس 2 أبريل 2020 تقرأون هذه الدراسة القيمة التي أنجزها الناقد مصطفى فرحات لديوان أزيز الصمت

التفاعل التأملي:دراسة في تلقي القدامى شعر أبي تمام - المختار السعيدي

عن دار تموز للطباعة والنشر بسوريا؛ الطبعة الأولى 2020

صدور ديواني الثاني: الرحيل، أغنيات التيه في جنة الضياع

عن دار القلم بالرباط صدر ديواني الثاني "الرحيل: أغنيات التيه في جنة الضياع" الديوان تجدونه في المكتبات: الرباط: دار الأمان + الألفية الثالثة فاس: مكتبة الفجر تازة: مكتبة السوسي اخترت لكم هذا النص وهو القصيدة الأخيرة من الديوان:

الدهشة الجمالية

عن مطبعة عين برانت بوجدة ومنشورات جمعية الضاد صدر كتابي "تفاعل الدهشة الجماليةدراسة في تلقي شعر أبي تمام من لدن معاصريه" مقدمة الكتاب

التلقي المنتج

عن دار الأنوار بوجدة صدر كتابي النقدي الأول المعنون بالتلقي المنتج

الخميس، 15 أبريل 2021

أخطاء عروضية - 2 - د محمد مفتاح / بقلم المختار السعيدي

 


أثارت تدوينة سابقة عن خلط د محمد مفتاح بين المتدارك والمتقارب جدلا بين من يرى أن د مفتاح قامة علمية لا يجوز لها الوقوع في هذه الأخطاء البسيطة التي تتطلب قليلا من المراجعة لأساسيات العروض، وبين منكر على صاحب التدوينة (عبد ربه: المختار السعيدي) وصم تلك القامة العلمية بالخطأ وأن الأمر يدخل في إطار "نظرية" مفتاح، دون أن يحدد هؤلاء التخريجة العلمية التي تؤيد قولهم؛ والحقيقة التي لا مراء فيها أن د. محمد مفتاح قامة علمية أعطت الشيء الكثير في مجال النقد الأدبي، غير أن هذه القامة العلمية لا تشكل أمامنا مانعا أمام رصد هفواتها دون تقديس، دون أن يعني ذلك الرصد أننا بصدد التبخيس!

بعد مرور أزيد من نصف سنة على التدوينة وما أثارته من نقاش؛ بقي السؤال معلقا حول صفحة أخرى يظهر فيها سوء تقدير د. محمد مفتاح أعيد الآن بسطه بمزيد من التفصيل والتبيين:

كما يتضح من المرفق أن د مفتاح لم يوفق في تحديد التفعيلات المناسبة للأسطر الشعرية كما يبينه الجدول:

الأسطر الشعرية

تقطيعها

تفعيلات الأسطر

ما كتبه د مفتاح.

جبل الريف على خاصرة الفجر تعثر

جبل الري/ ف على خا/ صرة الفج/ ر تعثر

فعلاتن فعلاتن فعلاتن فعلاتن

فعلاتن فعلاتن فعلاتن فعلاتن

هبت الريح من الشرق زهت في الأفق الغربي غابات الصنوبرْ

هبت الري/ ح من الشر/ ق زهت في ال/ الأفق الغر/ بي غابا/ ت الصنوبر

فاعلاتن فعلاتن فعلاتن فعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

فاعلاتن فاعلاتن فعلاتن فعلاتن مفعولن

يتضح الخطأ في السطر الثاني عند مفتاح من وجهين:

- أولا: في عدد التفعيلات

- ثانيا:  في بنية التفعيلات.

- نلاحظ أن الباحث وضع خمس تفعيلات في حين أن التحليل يثبت وجود ست تفعيلات!

- من جهة ثانية ، ورغم أن الباحث يؤكد على وجود فرق جوهري بين فاعلاتن وفعلاتن (العروض الخليلي يراه أمرا عرضيا عبر زحاف الخبن) إلا أنه يجعل التفعيلة الثانية(فعلاتن) فاعلاتن!  والتفعيلة قبل الأخيرة (فاعلاتن) يجعلها فعلاتن !! والغريب من هذا وذاك هو حديث المرحوم د مفتاح عن وجود "مفعولن" ، والأغرب أن ترد الكلمة الأخيرة مشكولة، هذا ما جعلني أشكك في قدرتي على الكتابة العروضية، وأرجو إرشادي إلى الطريقة الصحيحة التي تكتب بها : تِ الصَّنَوْبَرْ؟ وما علاقة حديث الباحث عن مفعولن بنظريته الموسعة؟؟
وما أدهشني حقا هو حديث الباحث عن الاحتمالات : احتمال إتيان المجاطي ب: فعلاتن (لو قال: غابا "تِ صَنَوبرْ)، مع أن المجاطي أتى بالتفعيلة الأصلية "فاعلاتن" كما يتضح من التقطيع أعلاه، أو كما يخيل لي
!!
لكن تفسير الباحث يعكس رغبته الإسقاطية في تقديم مسوغات نظرية لما يخيل إليه من مزج بين البحور الشعرية حين يفسر ذلك قائلا: (مفعولن تلك تجعل الرمل قريبا من المجتث؛ ولا غرابة في هذا ما دام الرمل مزيجا من المجتث والمتدارك.)(!!)

الاثنين، 15 مارس 2021

في ذكرى الشاعر المجاطي قُصَاصات من ذكريات - نجيب العوفي

 


نجيب العوفي يكتب: في ذكرى الشاعر المجاطي قُصَاصات من ذكريات

نجيب العوفي يكتب: في ذكرى الشاعر المجاطي قُصَاصات من ذكريات
صورة: أرشيف

 الأحد 14 مارس 2021 - 18:30

-1

أستحضر في فاتحة هذه القُصاصات – الذكريات فاتحة شعرية رثائية جميلة للشاعر الراحل أحمد المجاطي في قصيدته “الدار البيضاء”:

(لماذا تدور الحروف التي تلفظ اسمكِ

في قبضة الريح قبّعةً

حين أذكر أحباب قلبي

أنثر أسماءهم واحدا واحدا)

وقد تكاثرتْ عدداً أسماء أحباب القلب الراحلين بعد رحيل المجاطي. كما تكاثرت عددا واشتدّت وبَالا جوائح وكوارث الوقت بعدهم، وأضحى الراحلون عطْفا بمَنْأى من صُروفها.

وكفى بك داءً أن ترى الموت شافيا/ وحسبُ المنايا أن يكنّ أمانيا

يقول المتنبّي.

وقد قيل في المجاطي وشعره الكثير من الكلام، بين مدح وقدح. لكن الكثير من هذا الكلام أجمع على فرادته الشعرية وريادته الحداثية. وما اجتمعت أمّة النقد والأدب على ضلال.

وفي السطور التاليات أودّ أن أبتعد عن “مألوف” الكلام عن المجاطي وتجربته الشعرية المتفرّدة، لأقترب منه بحميمية إنسانية في ضوء رُفقتي معه، ردْحا غير يسير من الزمان، خبرتُ فيه سجاياه ومزاياه، وصبَواته ونزواته، وعشت معه على الصّفو، أحلى سنوات العمر.

-2

وأتذكّر أن الفقيد أحمد المجاطي حين أزمع جمع نصوصه الشعرية وتهْيئتها للطبع، طلب مني برقّة ودماثة أن أنسخ وأكتب له هذه النصوص بخطّ يدي، وكان صديقُه وصديقنا الفقيد اللغوي أحمد الإدريسي شاهدا على هذا الطلب ومُحمّسا عليه.

طرح عليّ المجاطي هذا الطلب بدافعين: أولا، بدافع الصداقة الحميمة التي كانت تجمعنا وتوثّق العُرى الوجدانية والأدبية بيننا. وثانيا، بدافع استحْسانه لخطّي وتعبيره عن هذا الاستحسان في أكثر من مناسبة. علما بأن صديقه الإدريسي كان نابغة في الخط العربي نبوغه في النحو والصرف والإعراب. ولكنه كان نابغة أيضا في نحو وصرْف وإعراب الناس.

ورغم أني لست “خطّاطا” بمعنى الكلمة، وما ينبغي لي أن أدّعي ذلك، فإني من هواة الخط العربي، ولي به شغف فطري قديم يعود إلى أيام الطفولة الأولى، حين كنت أقلد خط والدي المرحوم محمد العوفي، وكان قاضيا عالِما من خرّيجي جامعة القرويين. وقد خلبني خطّه المغربي الأصيل الجميل.

وهكذا لبّيت رغبة صديقي الكبير أحمد المجاطي، وعكفت أياما على كتابة نصوصه التي اختارها واصْطفاها.

وكان العنوان الذي اقترحه لهذه النصوص هو “الخمّارة”. وهو عنوان إحدى قصائد ديوانه الفرْد “الفُروسية”.

والخمّارة وسواس خنّاس لدى المجاطي وحقل استعاري وارف في شعره، ومُفْردة لغوية “آثمة” من منظور محافظ. ولعل الشاعر اختار هذه العنوان المشاكس عن استراتيجية مقصودة ولغايات في النفس الأمّارة بالشعر. كأنه يستعيد حداثيا شريعة سلفه أبي نواس:

عاج الشقي على دار يُسائلها/ وعُجْتُ أسأل عن خمّارة البلد

لكن يبدو أن بعض أصدقاء الشاعر “الوازنين”، وبعض المسؤولين في المجلس القومي للثقافة العربية حيث كان يشتغل المجاطي، وهو المشرف على طبع ديوانه، لم يرُقهم هذا العنوان “الآثم”/ الخمّارة، فاقترحوا بدلا منه عنوان “الفروسية”، وهو أيضا عنوان إحدى قصائد الديوان. وقد زكّى الشاعر هذا العنوان. وحسنا فعلوا وفعل. فهذا العنوان (الفروسية) هو الأكثر دلالة على تجربة المجاطي الشعرية، والأكثر دلالة على السياق المرحلي الملغوم الذي أنتج فيه قصائده، ونزع عن قوسه.

– 3

ومعروفٌ عن المجاطي أنه شاعر مقلّ ومقتّر في عطائه الإبداعي.. استوْدع بوْحه الشعري ديوانا واحدا لا ثاني له.. هذا واقع لا يختلف فيه اثنان.

وقد كان المجاطي ذاته حاسّا وواعيا بهذا الواقع، وكان به مُعتدّا وفخورا.

وكثيرا ما سمعته يقول: لأنْ أكتب قصيدة واحدة جيّدة وأعيش يوما واحدا جيّدا، خير لي من لغْو الكلام والعمر.

وفي مرضه الأخير الذي أودى بحياته، فرض عليه الأطباء برنامجا علاجيا صارما، لرأب الصدع وتدارُك ما أفسده الدهر، لكنه بعد أسابيع معدودات خرق هذا البرنامج وتمرّد عليه وعاد إلى سيرته الأولى..

وحين كنا نلومُه ونعنّفه أحيانا على ذلك، كان يُجيب بكل برودة دم: لَأنْ أعيش يوما واحدا على سجيّتي وهواي، خير لي من أن أعيش سنواتٍ سجين قيود وأوامر.. وأن أعبُرَ هذه الحياة كطرفة بن العبد، خير لي من أن أقيم فيها كزهير بن أبي سُلمى .

ومعلوم أن طَرفة مات دون الثلاثين، وزهيرا تجاوز المائة.

قلة شعر المجاطي تُشاكل قلة عمره. ذاك قدره المقدور. والشعراء الكبار مقلّون عادة في شعرهم وعمرهم. شعارهم: خيرُ الشعر والعمر ما قلّ ودلّ.

وقد كان المجاطي من “عبيد الشعر”، أي من أولئك الشعراء القلائل الذين يُعانون ويحترقون كثيرا، ليبُدعوا قصيدة. ليس عن عُسر أو مَحْل في مواهبهم الشعرية، ولكن عن تقديس وإجلال للكلمة الشعرية وخُشوع في محرابها.

ولكن هذا القليل من الشعر الذي يبدعه أمثال هؤلاء الشعراء، يكون فيه الغَناء والرّواء..

وقد قلت للمجاطي مرّة: إن الجُهود التي تبذلها في كتابة قصيدة، كفيلة بإنتاج ديوان كامل أو (أعمال شعرية كاملة ) ، حسب مُجريات الوقت الشعري. فكان جوابه: لو استطعتُ أن أكثّف تجربتي في بيت واحد من الشعر لفعلت وأرحْتُ واسترحت.

والشعر لمح تكفي إشارته/ وليس بالهذر طُولت خطبه.

وصدق المجاطي، وصدق صاحبه البحتري.

إن مجد الشعر يُقاس بكيْفه لا بكمّه.. بصفْوته لا برغْوته .

4 –

والمجاطي شاعر السقوط بامتياز.

إن السقوط هو قصيدته العظيمة وشجَنُه العظيم.

لقد عاش المجاطي السقوط حتى النخاع وعلى كافة الصّعد والمستويات.

عانى مرارة سقوط الأحلام الوطنية والقومية والأممية.. وخالطت هذه المرارة قصائده وسرَتْ أنساغا حارة في معجمها وإيقاعها ومِخْيالها ونُصوصها الغائبة.

وقد تحسّس المجاطي كوابيس وفواجع هذا السقوط المركّب (الوطني- القومي- الأممي.. الذاتي )، ببلاغة شعرية راقية وحارة، نابعة من سويداء قلبه المرهف الكليم، وراشحة بآباره التراثية الجوفية.

وليس (سقوط) المجاطي بدْعا في هذا الأمر.. فشعر العرب الحديث منذ نكبة 1948 الكالحة هو شعر السقوط والقُنوط، وهو أيضا شعر الرفض والاحتجاج والثورة.

وقد انتقد بعض النقاد، وأنا منهم، المجاطي على هذا الاحتفال الفاجع بالسقوط والانتظار..

كان ذلك في سنوات خَلوْن من القرن الفارط..

..ثم ارْجعِ البصر كرّتين، ينقلبْ إليك البصر خاسئا وهو حسير.

وهل ثمّة الآن سقوط أفْدح وأنكى من هذا السقوط العربي الذي أرْدف أعجازا وناء بكلْكل؟

– 5

والذين يعرفون المجاطي عن كثب، يعرفون بحقّ أنه قصيدة حيّة تمشي على قدمين. وقد قلتُ له مرة على سبيل المُداعبة ونحن نتجوّل في حي حسان بالرباط: إن خطواتك الوئيدة تذكّرني دائما بإيقاع المتدارك/ فاعلن.

فأجابني على التوّ بسخريته المعهودة: وإن خطواتك تذكّرني دائما بإيقاع قصيدة النثر التي لا إيقاع لها !

لقد كان الفقيد المجاطي شاعرا على الورق، كما كان شاعرا في الحياة.

كان شاعرا في حركاته وسكناته، وفي صمْته وكلماته، وفي إطراقه وإيماءاته.

حين يضمّه مجلس، يظل هادئا متروّيا كعادته، يتلهّى عن صخب الكلام

الدائر بتعهّد سيجاره الكوبي القصير، حتى لنخَاله في واد ونحن في واد آخر.

وفجأة ينتفض بيننا كطائر بلّله القطْر، معقّبا على رأي أو قول سمعه، فيأخذ في الكلام بذلاقة وعُمق تفكير، وكلنا آذان صاغية وعيون رانية.. وتكون ملاحظاته وآراؤه من الدقة والذكاء بمكان.

ذات مرّة، جرى نقاش بينه وبين القاصّ أحمد بوزفور في مدينة الدار البيضاء، في مقهى بمرس السلطان، حول كتاب “النقد الذاتي” لعلاّل الفاسي .

كان بوزفور متحمّسا للكتاب ومُشيدا بأفكاره وأطروحاته الإصلاحية الجريئة. وفجأة تصدّى له المجاطي بصوت متوتّر: ليس هناك جديد في الكتاب الذي تُشيد به. إنه استعادة لكتابات الإصلاحيين المصريين، وأصداء لأفكار أحمد لطفي السيد والعقاد وطه حسين.

وكان واضحا دافع العناد والمُشاكسة في ردود المجاطي، ولعلّه ناجم عن “حساسيته” الخاصة تجاه حزب الاستقلال، في تلك المرحلة الإيديولوجية الساخنة. لكن النقاش في مجمله كان رائعا. والاختلاف مهما شطّ، لا يفسد للودّ قضية.

والمجاطي مع ذلك، يقرّ بالخطأ إن أخطأ ولا يتمادى في عناده واعْتداده.

أذكر ذات يوم في الرباط، في أواسط السبعينيات، وكانت شلّتنا الرباطية مجتمعة في جلسة مسائية (المجاطي، إدريس الخوري، الأمين الخمليشي،

محمد الهرادي وأنا). أذكر أنّي قلت له مازحا عن الصديق الهرّادي: إنه لا يملك شرْوى نقير (بالألف المقصورة). فقال معقبّا، بل شرَويّ نقير (بالياء المشدّدة). وحاججتُه لغوياً في ذلك، لكنه لم يذعن .

و”شرْوى نقير” هي القشرة الرقيقة في نواة التمرة.

وفي اليوم المُوالي جاءني قائلا: معك الحق !

ذلك هو أحمد المجاطي، الرجل الصادق الأمين، والمُحاور الصّلب الذي لا يلين.

– 6

ذلك هو أحمد المجاطي، الشاعر الأصيل الجميل، الفقيه بأسرار اللغة الشعرية والمُفْترع لأبكارها.

شاعر الفُروسية الحداثية، بامتياز.

المصدر

الثلاثاء، 9 مارس 2021

الأحد، 7 مارس 2021

لن! (من ذكريات القريض) شعر: المختار السعيدي

 


لن !
ــــــــ
اغْفرْ خطايا الحبّ يا فطِنُ == فالصفح أقسى إنْ قسا الزمنُ
واتْركْ لزلّات الهوى عِبَرا == كيْ تعْبر الآهاتُ والمحَنُ
لِنْ إنْ قسا منْ ذقْتَ رقّتَه == واصْبرْ فعزْم الصبّ لا يهِنُ !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السعيدي
06 مارس 2017

الاثنين، 1 مارس 2021

ألحان (من ذكريات القريض) - المختار السعيدي

 


ألحان
ـــــــــــــــــــــــــــــ
غاب الضياء فعشْتُ العمْر في الظّلَم == وزارني طيْفه فاغْتالني عدمي
ومزّق الروح أنغاما ليعْزفها == عود الصبابة ألحانا من الألم
لحْن العتاب "ثقيلٌ" حين رجّعه == نقْرا على وتَر الهجران كالحلُمِ
ولحْنُ صبْري "خفيفٌ" في تحمّله == "رمْلٌ" من الآه في صدْري وفي قلمي
ولحْن أيامنا "البيضاءِ" رتّلهُ == تَصرّمُ الدهْر إيقاعا من النّدم
جلسْت في قبْر أحزاني أعاتبني == وأسمع اللحن تلو اللحن والنّغمِ

[الثقيل والخفيف والرمل والبيضاء مصطلحات مقتبسة من علم الموسيقى والإيقاع]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المختار السعيدي
01 مارس 2017

الأحد، 28 فبراير 2021

جمالية البوح في شعر "المختار السعيدي" من خلال ديوان"الرحيل"/ذ يحيى زروقي

 


جمالية البوح في شعر "المختار السعيدي" من خلال ديوان"الرحيل".

لم يكن شعر التفعيلة أبدا حجرة عثرة أمام الشعراء كي يقرضوا الشعر العمودي.وكل من يقول بأن القصيدة العمودية تكبل الشاعرحينما تجبره على ركوب الصعب في الوزن والقافية من الفها إلى يائها فلابد له أن يعيد حساباته،وكل من يقول بأن الشعراء الشباب وجدوا ضالتهم في قصيدة التفعيلة؛لأنهم عاجزون أمام القيود الإيقاعية الصارمة التي نظر لها الخليل،فهو واهم.
والدليل على أن الكتابة في الصنفين معا يمكن أن تتوفر في الشاعر دونما شعور بالردة،أوالتجريب المفتعل ديوان"الرحيل" للشاعر "المختار السعيدي" الذي صدرعن دار القلم /الرباط موسم 2018 في الحجم المتوسط من 86 صفحة،الجميل / الجديد فيه أن الشعر إلى جانب التشكيل قد شكلا منه جسدا واحدا،وهي لعمري التفاتة قوية من شاعرنا لتوظيف كل الفنون من إجل تقديم منتج شعري في حلة بديعة.
الديوان.قدم له الشاعر والناقد"سعيد ساجد الكرواني".وللإشارة فقد صدر للشاعر السعيدي من قبل ديوان "أزيز الصمت".
إطلالة سريعة على العناوين: تيه الرحيل،أنت هامش البداية،رحلة البداية،رجوع...أكاد أغرق، مناجاة،أزيلي الجدار،بداية الرحلة،ذكريات،الرحيل،حان الفراق، سفر1 ،سفر2 ،سأرحل،الرحيل،إنني راحل،انتظار،رحلة،احتراق،الرعشة الأخيرة،نشيد الوداع،اعترافان بعد الرحيل،اعتراف ما بعد النهاية،اعتراف ما قبل البداية،وأنت هامش النهاية كلها قضايا إنسانية لاتنضب ولاتفنى تجاوبت مع العنوان الرئيس للديوان.
لانختلف في كون الرحيل،التيه،الضياع،والسفر....كلها أشياء تنفر،لكن الشعر يجملها حينما يقبض الشاعر بمفاتيح وأدوات اشتغاله فنا،لغة،وإيقاعا.يقول الشاعر في قصيدة"سفر2" :
"مسافر نحو الهباءْ،
ممتطيا ظهر العدمْ،
أبحث عن سر الوجودْ.
دخلت خيمة الحقيقهْ،
رأيتها تسامر الشكوكْ،
وتهجر اليقين.."ص 56
طبعا كلما صادفنا نصا يغترف من أنهار التيه،والضياع إلا ونستحضر تجربة إليوت،والسياب،ونازك،وعبد الصبور،والخمار الكنوني....،وأيضا تجارب الشعر الرومانسي الموغل في الذاتية والشكوى ،إلا أن الشاعر المختار السعيدي لايكتفي بموضوعة الضياع،بل يجملها،ويمزجها بفسحة من التفاؤل،ويذر الباب مواربا لكل بصيص أمل.يقول:"سينتهي الفصل الأخيرْ،ويسدل الستارْ، لنبدأ الحياة. ص56.
مسألة أخرى لابد من الإقرار بها أن الشاعر وفي لعصره،لكنه ليس بجاحد لتراثه حينما يكرع من معين لغة الطائي،و المتنبي(قصيدة سفر1)،ويستثمر موضوعة "الفيس" اتساقا مع الذوق السائد للشباب طبعا بعين الناقد ( مجنون الفيس ص18).
إن الإبحار في يم الشعر جميل للغاية،والسفر على متن قصائد الشاعر المختار السعيدي تحتاج منا لوجستيك نقديا،وأناة،ولاسيما وقتا أطول حتى نفيَ الشاعر والمتن حقهما.إنه غيض من فيض.وإلى ديوان آخر وقراءة أخرى.

شوق - شعر المختار السعيدي

 



الشوق مَيْتٌ، فلا تبعثْ مواجعَهُ
............جفّفْ بخيبتك الكبرى منابعَه!
واغرسْ بقلبك جرحا واسْقه فشلا
...........إني أرى الفشل المنبوذ نافعه!
وازرع أمانيك فالأيام شاردةٌ
.......وعقربَ الدهر سِرْ كي لا تصارعه
وارتعْ بِرَوْض الأسى في كل ناحية
..........للحزن حسْنٌ بدا إن كنت راتعه
➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖
سأقتل اليوم خيباتي وأدفنها
........... وأبعث الشوق في صدري، ومانعه
عَلِّي أرى قصةً أخرى وأرسمها
.........شعرا يكون صراعُ الوجد زارعَه!
➖➖➖➖➖➖➖
المختار السعيدي
تازة 27 فبراير 2021

الأربعاء، 27 يناير 2021

اكتب! شعر: المختار السعيدي

 



اكتبْ
----------------------------------
اكتبْ بصمْتك سيرةَ الشعراء
.......اكتبْ فأنتَ تسير في الرمضاء
نار الكتابة تحرق الذكرى فبحْ
......بالنار وانطقْ صامتا في الماء
اكتبْ ورتّلْ حرفك الراسي على
....جوديّ حلمٍ منْ أسى الضعفاءِ
فلعلّ صرخة صوتك اجتازتْ فيافي الحزن واقتاتتْ بسمة السعداءِ
اكتبْ وفجّرْ كلّ معنى كامنٍ
....أحرقْ بحرفك صولةَ الجُبناءِ
--------------------------------------
الرباط
27 يناير 2021

الظلم عدل! شعر: المختار السعيدي

 



الظلم عدل !!
ـــــــــــــــــــــــ
أتنفّس الذكرى فأختنقُ == القربُ سُهْدٌ والنوى أرقُ
واها لأيّام شربْنا صفْوها == في كأس ودٍّ حفّها الألق
واها لأحلام نسجْنا خيْطَها == بالصّفْح.. كيف يلُفُّها الغسقُ؟
شوقي إلى خلٍّ يجُور بعدْله == والجَوْرُ عدْلٌ عِنْد من عشقوا !!
ــــــــــ

ـــــــــــــــــــ
شعر المختار السعيدي
12 نونبر 2017

الثلاثاء، 26 يناير 2021

السبت، 23 يناير 2021

الخميس، 21 يناير 2021

الثلاثاء، 19 يناير 2021

تحليل الخطاب الروائي: الفضاء

الاثنين، 18 يناير 2021

الخميس، 7 يناير 2021