السبت، 11 أكتوبر 2014

فرض محروس - القصة القصيرة - الثانية آداب وعلوم إنسانية



 فرض محروس في مادة اللغة العربية      الثانية آداب و علوم إنسانية
الأستاذ: المختار السعيدي

لدغتان

   تهلل وجه أمها الشاحب بشرا ، التف حولها إخوتها فرحين ، ألقت بحقيبتها الثقيلة ...سبحان الله ، مرت
 سنوات الجامعة بحلوها و مرها كلمحة بصر ! حمدت الله على نجاحها و حصولها على الإجازة رغــــم الآفاق الموصدة أمامها ....
 رسالة تنتظرها ، فضت الظرف متلهفة أمام نظرات أمها و إخوتها ...إنها دعوة من صديقتها فوزيــــــة لحضور حفل زفافها ....ضمت بطاقة الدعوة إلى صدرها ، و صارت فرحتها فرحتين ، لفتها الســــعادة بجناحيها ... فوزية أكثر من صديقة ، رفيقة صباها و طفولتها ، و كم وقفت  إلى جانبها في محنــــــــها الكثيرة حين تخلى عنهم أبوها ، و لولاها لما استطاعت متابعة دراستها ... لم تشعر يوما بأن ثمة هـــوة تفصلها عنها ، الغنى و الفقر رغم تضادهما يذوبان من أجل الصداقة ... و لكنها كانت تعيب على فوزية عدم طموحها و حصولها على ما تريد بـأي ثمن ، و كان الخلاف يدب بينهما حين تحفزها على الاجتهاد في دراستها ، فترد عليها ساخرة : " و ماذا أفعل بالشواهد ، صداع الرأس ؟ إني أنتظر اليوم الذي يأتي فيه ابن الناس و يطير بي !!"
وصمتت هنيهة ثم نهرتها  :
 لو كنت مكانك لما تركت خطيبي ، و ذهبت إلى الجامعة .
 فقاطعتها :
إنه يقدر طموحي ... لا تنسي أنه ابن الجيران و يعرف ظروفي جيدا .
 فعلقت فوزية مستهزئة :
 مشكلتك يا صديقتي أنك تريدين الاستحواذ على كل فرص الحياة ، و الحياة قصيرة متقلبة ، قد تمنحك فرصة للنجاح و تسلبك أخرى ، فالبهلوان الذي يحاول الإمساك بكل الكرات ، قد تنفلت منه كرة !
و لاذت بالصمت ، أحيانا يحيرها صمتها ... ففوزية لا تتكلم كثيرا ، و أحيانا لا تفصح البتة عن رأيها و لا عن مشاعرها إلا إذا صمتت فترة طويلة ، و كأنها تخطط بدقة لمعركة ....
تلاشت علامات الفرح من محياها ، و هي تفكر فيما تهديه لصديقتها فوزية ، ماذا عساها أن تهديها و اليد قصيرة ؟ و لم يبق أمامها متسع من الوقت ... لا تدر لم تسرعت فوزية في زفافها هذا ...فكرت أن ترتجل قصيدة شعر لإلقائها في الحفل ، لكن فوزية لا تحب الشعر ...فغرت فاها لما أعطتها أمها منديلا أنـــــهت تطريزه ، لتهديه لصديقتها ...فأمها لا تؤمن بالصداقة ، و كثيرا ما أحرجتها مع صديقتها ... طبــعت قبلة على خد أمها ، و قبل أن تشكرها قالت الأم : - إني أكن لفوزية ودا عميقا ... لكنني لم أعــــــــــــد أؤمن بالصداقة ، منذ أن تزوج أبوك صديقة عمري ، و ألقى بنا إلى الشارع !
فأجابتها متضاحكة :
 
يا أمي ، إن كان كل الناس من طين ، فإن أخلاقهم ليست من طينة واحدة !
نظرت إلى ساعتها صارت تطوي الطريق جريا ... لاهثة ، اقتحمت النساء و الورود و الدفوف ، العروس على أهبة الزفاف ، تتلألأ في زينتها كالبدر .... شدت على كفيها بحرارة تدعو لها و تهنئها ، وقد أذرفت دموع الفرح ... ترتفع دقات الدفوف و الأهازيج  و الزغاريد .... أسندت ظهرها إلى الحائط ، حاولت أن تتوارى خلف باقات الورود ، إلا أن قدميها شُلَّتَا ، جف حلقها ، و قد خيمت على بصرها غشاوة سوداء ، قامت لئلا تسقط أرضا ... حدقت في وجهه ثانية ، يجب أن تصدق أنه هو بعينه ، خطيبها الذي كان يقسم أنه سينتظرها العمر كله ... رمقها بنظرة خاطفة و وجهه يتهلل فرحا ... تجاهلته ، و بقدر الألم الــــــذي يتأجج بداخلها ، حاولت رسم ابتسامة على شفتيها المخدرتين ، إلا أنها لم تستطع .لحظتها فقط ، صدقت مقولة أمها : " حين تلدغ المرأة من أعز صديقاتها يكون الألم أفظع !"
لا لن تبكي أمام العروسين و المدعوين ، لن تسمح للحزن الملتهب في أعماقها أن يطفو على وجههـــا ... و يباغتها طائر الشعر ، فتمسك بقصيدة رثاء ، ترثي فيها جثتي حب و صداقة كبيرين ، تحتضران بين الزغاريد و الورود ....

نبيلة عزوزي " لا تئدني مرتين " مجموعة قصصية ص 87
 كاتبة مغربية حائزة على جائزة القصة القصيرة للمبدعين الشباب  بمناسبة انعقاد الملتقى الدولي الرابع  للأدب الإسلامي عام 2004 بفاس

أولا النصوص الأدبية ( 14 نقطة )

اكتب موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص مسترشدا بما يلي :
 - وضع النص في سياقه التاريخي و الأدبي
 - صوغ فرضية لقراءة النص انطلاقا من عنوانه و الجملتين الأولى و الأخيرة
 - تلخيص المتن الحكائي للنص
 -  تحليل الشخصيات و البنية العاملية و الزمان و المكان و الخطاطة السردية ، و السرد و الحوار و أسلوب القصة و لغتها
 - تركيب خلاصة للمعطيات السالفة ، و الكشف عن مقصدية القاصة ، و التأكد من صحة الفرضية

ثانيا المؤلفات : ( 06 نقط )

 جاء في رواية اللص و الكلاب :
 " قمة النجاح ان يقتلا معا ، نبوية و عليش ، و ما فوق ذلك يصفى الحساب مع رؤوف علوان ، ثم الهرب ، الهرب إلى الخارج إن أمكن .و لكن من يبقى لسناء ؟ الشوكة المنغرزة في قلــــــــــــــــــــــــــــبي " اللص و الكلاب ص 59

اكتب موضوعا متكاملا تحلل فيه هذا النص مسترشدا بما يلي :
 - وضع المؤلّف في سياقه التاريخي و الأدبي
 - تتبع الحدث في الرواية
 - تقويم القوى الفاعلة في هذا المقطع .

1 التعليقات:

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي