الاثنين، 20 أبريل 2020

درر سعيد عبيد: ليس للصلوات آذان!


ليس للصلوات آذان، ولا للأمازيغ آية، ولا للسيارات مِرآب!
سعيد عبيد
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
كثيرا ما يُوقِعُ استبدالُ الهمزة بالمدِّ أو قلبُ المدِّ همزةً في خلطٍ وتشويشٍ لغوييْن، بل قد يوقعُ في إضحاكٍ متهكِّمٍ، ومنه هذه العبارة التي يقعُ فيها بعضُ الصحفيين: "حان الآن رفعُ آذانِ صلاة العصر!" فكأنَّ للصلاة آذانًا لا أُذُنيْن فحسبُ، وسيَرفعُها أحدُهم😅!! أما الـ"آذانُ" بالمدِّ فجمعُ أُذُنٍ، وهي الجارحة التي بها نسمَع، وأما نِداءُ الإخبارِ بالصلاة فـ"أَذانٌ" بهمزةٍ لا بِمدٍّ، وهو مِن فِعل "أَذِنَ بالشيء يَأذَنُ إذْناً أي علِمَ". ومنهُ أيضا تسميةُ "مَرأَبِ" السيارات مِرآبًا، في حين أن "المَرْأب" على وزن "مَفعَل" هو اسمُ المكان الذي يَرأبُ السيارات، أي يجمعُها، ومنه رأبُ الصَّدْعِ أي جمعُ شمْلِه، وأما "المِرآبُ" فإما اسم آلة، وإما صفةُ مبالغةٍ للشخص الذي يقوم بفعلِ الرأب كالمِرأبِ والرأَّابِ. ومنه كذلك لفظةُ "أَيْتْ" التي تدلُّ في بعض اللهجات الأمازيغية على معنى الآلِ والقبيلة، وقد تُلفَظ أيضا "أتْ"، كقولك "أيْتْ يعقوب" أو "أتْ يعقوب"، أي آلُهُ وقبيلُه، ثمَّ أطلِق اسمُ الآلِ على المكانِ الذي هم به لابثون كما هي حال أسماء العديد من القرى والمداشر في المغرب. على أن بعضَهم يكتُبُ "أيْتْ" آيتْ بالمد، بل و"آية" [كذا!]! وهو تصحيف ومعنى بعيد؛ أما من كان ضحية ما خطَّته يدُ ضابط الحالة المدنية غير الضابط، فالله حسبُه.
وعلى ذكرِ لفظة "أيْتْ" فقد كشف الباحث اللساني العُماني سعيد الدارودي عن أسماء مجموعة من الأماكن العربية القُحة في منظقة ظَفار جنوب شبه الجزيرة العربية تحملُ أسماؤها لفظة "أيتْ" و"أتْ"، مثلَ أيت خصقور وأيت صفتير وأت خوطي، علاوة على أسماء قبائل وأماكن أخرى متطابقة تماما والبنية الصرفية للأمازيغية كمِثل أسماء تيذينام وأسطاح وإرفود وأضيضال وأذلونت وأثفيري وإكروعت وأردحيل وأحَّاراد، هذا علاوة على ألوف المقارنات اللغوية الأخرى التي تؤكِّد نظرية الأصل العربي القح لأمازيغ شمال إفريقيا من مدخلِ علم اللغة المقارِن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي