الجمعة، 10 أبريل 2020

إبداعات في زمن كورونا (3): "قبلت التحدي" - بوعلام الدخيسي

قبلتُ التحدي
وقلتُ لها:
يا حياة ْ..!
متى تـَـقبلينَ
وتأتينهمْ
مثلما قبَّلوكِ،
بـ "صورتهمْ
كلِّهمْ"
؟؟
ليس مِن قطف أسفارهم
إنما
من كتاب النجاة ْ
..؟
متى يا حبيبة
تـُـلقين بالشمس صبحا
ليرسمها الزارعون على كل حقل
وتقرأ عصفورةٌ شِعرها في الجموع
وقد أنهكتها الحروفْ؟
أيُعقل أن تستجيبَ اللغات
ولا تستجيبَ الظروفْ؟!
....
أيعقل بعد التجول بين المروج
وجمع القصيدة مِن:
وردةٍ
وخريرٍ
ولحن رخيمٍ
ورشف الشذى...
....
أن تغنَّى القصيدةُ
وسْط الفلاة ْ
؟!
أيعقل ألا يَحطَّ الفراشُ
على كتف المتعبين
يُعَمِّدهم للصلاة ْ
؟!
أيعقل ألا تعودي
وقد عادت الأرض أحلى
وعاد السكون
يلملم ما بعثرته القذائف
واستسلمتْ كل حرب
وعاد الجنود
لأرتالهم
ـ بعدما كان لهوهُمُ القتلَ ـ
يرتجفون
وقد جربوا
الخوف
قبل الوفاة ْ..؟!
هم العابثون..
هم الغاصبون..
...
أيرضيك
أن يُقتلَ العابرون بعطفٍ..
وأن تستحم الشوارع
في زمن السِّلم
بالسُّمِّ
بعد "خشوع" العصاة ْ
؟!
أيرضيك أن يُفجعَ البحرُ فينا
وقد هدأ الموج
ما عاد يَسْحَل
للشط لحم العراة ْ
؟!
أيرضيك
أن يسلم الغيم إلا من الطير
يعبره حين يقطع تذكرة
للسفرْ،
أيرضيك
أن تختلِي أرضنا بالقمرْ..
أيرضيك ليلئذ
أن نغيب تماما
فلا نسمع الأغنياتْ..؟!
ونحن الذين دعونا مرارا
لحب يلملم هذا الشتاتْ
!..
أيرضيك..؟!
لا
إنني واثق..
هكذا أخبرتني
الحياةْ
بوعلام الدخيسي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي