الأحد، 26 نوفمبر 2017

التلبيس الحادي عشر- (في الرد على تمويه التماهي) - المختار السعيدي

يقول الأستاذ خشان:


وأقول في شرح: التلبيس الحادي عشر

لن أعيد الحديث عن النتيجة التي يتوصل إليها الأستاذ خشان من أن المضمون واحد، فقد تحدثت عن ذلك في التلبيس العاشر، لكن أود مناقشة التلبيس الذي يريد أن يوقع فيه الأستاذ خشان قارئه من خلال الحكم المرتجل: "الرقمي أشمل وأدق"، فما وجه الشمولية والدقة؟ أهو تلك الأقواس والمعقوفات التي تُضِل ولا تُدِل؟ أم هو تلك المفارقة التي تجعل صدر المنسرح ينتهي ب 1 3 وعجزه ينتهي ب 1 3؟
أم هو الحديث عن الزحاف المستحب؟
يقول الأستاذ خشان:
"يغلب على صدر المنسرح أن ينتهي ب 3 1 3 ولذا نرمز له ب 3 {2} 3 .. {2} مستحب الزحاف"
يزعم الأستاذ أنه خير من يمثل منهج الخليل بأرقامه هذه، فماذا يقول الخليل وكتب العروض التي أخذت عنه؟
شطر صدر المنسرح في النظام الخليلي هو مستفعلن مفعولات مستفعلن
نعلم أن 3 في عرف الرقميين تدل على وتد مجموع أصيل، لنترك التفعيلات جانبا لأن الأستاذ خشان الذي يزعم أنه يمثل منهج الخليل يرى أن من الشمولية عدم الاعتداد بها... ونركز على انتظام الأسباب والأوتاد التي تأتي كما يلي: 2 2 3 2 2  وتد مفروق 2 2 3
في حديثي في #التلبيس_العاشر أشرت إلى أن الأستاذ يقول بأن وزن المنسرح رقميا:
4 3 2 3 3 1 3 وهذا اختلاف جوهري عن منهج الخليل، فأين الوتد المفروق الذي يعلم كل مهتم بالعروض بأنه ركن أصيل في منهج الخليل إلا الأستاذ خشان ومن تبعه من الرقميين؟
الأستاذ خشان يلبّس على الخليل حين يقول بأن ذاك وزن المنسرح، وسيستمر في تلبيسه كلما واجهه وتد مفروق، لذلك يعمم الحكم على بحور الدائرة كما سنرى لاحقا !
نعود إلى نهاية المنسرح: يزعم الأستاذ بأنه ينتهي ب 3 1 3 ؛ والغريب في الأمر أنه يتقاطع بهذه الأرقام مع اجتهاد حازم القرطاجني الذي ينتقده كما سنرى، حيث إن حازما يجعل تفعيلات صدر المنسرح هي:
مستفعلاتن مستفعلن فاعلن
وبلغة الأرقام الخشانية:
4 3 6 3 2 3
بل إن القرطاجني يقول بالحرف "والخبن في فاعلن في العروض أحسن" ص242؛ والأستاذ يقول إن 2 مستحب الزحاف؛ والأغرب أن الأستاذ خشان يهاجم القرطاجني- الذي يتفق معه في العمق- بحجة مخالفة الخليل، وفي الوقت نفسه يزعم أنه خير من يمثل منهج الخليل، في الوقت الذي يلبّس فيه على الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي يقول بأن نهاية صدر البحر هي مستفعلن أي 2 2 3 حسب أرقام الأستاذ خشان، بهذا الاعتبار سيتحول السبب الخفيف الأول [مس] إلى مكون من مكونات الوتد إلى جانب التاء من الوتد المفروق في مفعولات أي:
مفعولا
ت مس
تف
علن
6
3
1 المزاحفة من 2
3
لاحظ إذن كيف يلبّس الأستاذ خشان منهج الخليل ويجعل السبب الخفيف [مُسْ] مكونا من مكونات الوتد المجموع بعد أن يفصل بنية الوتد المفروق[لاتُ من مفعولات] ويجعل بعضه سببا خفيفا([لا] من الوتد المفروق [لات]) وبعضها من([ت] من الوتد المفروق [لات]) الوتد المجموع !
ما شاء الله على الدقة والشمولية !
لو قال الأستاذ إنه يختلف مع الخليل في هذه الجزئية، وإنه يرى خلافه أنه كان يلزم تفادي الحديث عن الوتد المفروق، وأن ذلك وتد مجموع، وينص على مخالفة الخليل، لكان الأمر عاديا ومفهوما، لكن أن ينص على أنه يمثل منهج الخليل في كل صغيرة وكبيرة، وأن الخليل لا يمكن أن يناقش، لأن علم العروض خط أحمر غير قابل للتجديد، فتلك الطامة الكبرى...
بالنسبة لمنهجي أقول بأن الأصل النظري لصدر المنسرح هو:
مستف
علن
مفعلا
ت مس
تعلن
فعْلنْ
فعلْ
فاعلنْ
فعلْ
فعلنْ
4
3
5
3
 علما أنه يمكن أن يقع التبادل في التفعيلة الأولى بين 4 و 3 و 3م، كما يمكن أن تتبادل في التفعيلة الثالثة 5 مع 4، وفي حالة حلول 4 مكان 5 أي فعْلنْ مكان فاعلن، يلزم أن تتبادل التفعيلة الرابعة أيضا وتتغير من 3 فعلْ إلى 5 فاعلن؛ لأنه لو لم يقع هذا التبادل، وحافظت 3 على مكانها  لالتبس إيقاع المنسرح بأحد إيقاعات السريع أو الكامل...
وللقارئ أن يحكم بعد هذا، ويبرز مدى التطابق بين المنهجين، وأيهما أشمل وأدق !

شخصيا لا أعرف وجه الشمولية والدقة في الرقمي... وربما هذا سر عجزي عن مواصلة الدورات في منتدى الرقمي لأني ظللت دوما أجري وراء سراب أحسبه منهجا، حتى إذا توغلت حاصرتني المعقوفات والأقواس والهضاب والتضاريس والكم والهيئة....، وكلما استنجدت من صعوبة أمدني الأستاذ مشكورا بمزيد من الروابط ، لكني كنت كالمستجير من الرمضاء بالنار... فأيقنت أني وطئت أرضا غير أرض علم العروض !

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي