الخميس، 15 أبريل 2021

أخطاء عروضية - 2 - د محمد مفتاح / بقلم المختار السعيدي

 


أثارت تدوينة سابقة عن خلط د محمد مفتاح بين المتدارك والمتقارب جدلا بين من يرى أن د مفتاح قامة علمية لا يجوز لها الوقوع في هذه الأخطاء البسيطة التي تتطلب قليلا من المراجعة لأساسيات العروض، وبين منكر على صاحب التدوينة (عبد ربه: المختار السعيدي) وصم تلك القامة العلمية بالخطأ وأن الأمر يدخل في إطار "نظرية" مفتاح، دون أن يحدد هؤلاء التخريجة العلمية التي تؤيد قولهم؛ والحقيقة التي لا مراء فيها أن د. محمد مفتاح قامة علمية أعطت الشيء الكثير في مجال النقد الأدبي، غير أن هذه القامة العلمية لا تشكل أمامنا مانعا أمام رصد هفواتها دون تقديس، دون أن يعني ذلك الرصد أننا بصدد التبخيس!

بعد مرور أزيد من نصف سنة على التدوينة وما أثارته من نقاش؛ بقي السؤال معلقا حول صفحة أخرى يظهر فيها سوء تقدير د. محمد مفتاح أعيد الآن بسطه بمزيد من التفصيل والتبيين:

كما يتضح من المرفق أن د مفتاح لم يوفق في تحديد التفعيلات المناسبة للأسطر الشعرية كما يبينه الجدول:

الأسطر الشعرية

تقطيعها

تفعيلات الأسطر

ما كتبه د مفتاح.

جبل الريف على خاصرة الفجر تعثر

جبل الري/ ف على خا/ صرة الفج/ ر تعثر

فعلاتن فعلاتن فعلاتن فعلاتن

فعلاتن فعلاتن فعلاتن فعلاتن

هبت الريح من الشرق زهت في الأفق الغربي غابات الصنوبرْ

هبت الري/ ح من الشر/ ق زهت في ال/ الأفق الغر/ بي غابا/ ت الصنوبر

فاعلاتن فعلاتن فعلاتن فعلاتن فاعلاتن فاعلاتن

فاعلاتن فاعلاتن فعلاتن فعلاتن مفعولن

يتضح الخطأ في السطر الثاني عند مفتاح من وجهين:

- أولا: في عدد التفعيلات

- ثانيا:  في بنية التفعيلات.

- نلاحظ أن الباحث وضع خمس تفعيلات في حين أن التحليل يثبت وجود ست تفعيلات!

- من جهة ثانية ، ورغم أن الباحث يؤكد على وجود فرق جوهري بين فاعلاتن وفعلاتن (العروض الخليلي يراه أمرا عرضيا عبر زحاف الخبن) إلا أنه يجعل التفعيلة الثانية(فعلاتن) فاعلاتن!  والتفعيلة قبل الأخيرة (فاعلاتن) يجعلها فعلاتن !! والغريب من هذا وذاك هو حديث المرحوم د مفتاح عن وجود "مفعولن" ، والأغرب أن ترد الكلمة الأخيرة مشكولة، هذا ما جعلني أشكك في قدرتي على الكتابة العروضية، وأرجو إرشادي إلى الطريقة الصحيحة التي تكتب بها : تِ الصَّنَوْبَرْ؟ وما علاقة حديث الباحث عن مفعولن بنظريته الموسعة؟؟
وما أدهشني حقا هو حديث الباحث عن الاحتمالات : احتمال إتيان المجاطي ب: فعلاتن (لو قال: غابا "تِ صَنَوبرْ)، مع أن المجاطي أتى بالتفعيلة الأصلية "فاعلاتن" كما يتضح من التقطيع أعلاه، أو كما يخيل لي
!!
لكن تفسير الباحث يعكس رغبته الإسقاطية في تقديم مسوغات نظرية لما يخيل إليه من مزج بين البحور الشعرية حين يفسر ذلك قائلا: (مفعولن تلك تجعل الرمل قريبا من المجتث؛ ولا غرابة في هذا ما دام الرمل مزيجا من المجتث والمتدارك.)(!!)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي