الأحد، 28 فبراير 2021

جمالية البوح في شعر "المختار السعيدي" من خلال ديوان"الرحيل"/ذ يحيى زروقي

 


جمالية البوح في شعر "المختار السعيدي" من خلال ديوان"الرحيل".

لم يكن شعر التفعيلة أبدا حجرة عثرة أمام الشعراء كي يقرضوا الشعر العمودي.وكل من يقول بأن القصيدة العمودية تكبل الشاعرحينما تجبره على ركوب الصعب في الوزن والقافية من الفها إلى يائها فلابد له أن يعيد حساباته،وكل من يقول بأن الشعراء الشباب وجدوا ضالتهم في قصيدة التفعيلة؛لأنهم عاجزون أمام القيود الإيقاعية الصارمة التي نظر لها الخليل،فهو واهم.
والدليل على أن الكتابة في الصنفين معا يمكن أن تتوفر في الشاعر دونما شعور بالردة،أوالتجريب المفتعل ديوان"الرحيل" للشاعر "المختار السعيدي" الذي صدرعن دار القلم /الرباط موسم 2018 في الحجم المتوسط من 86 صفحة،الجميل / الجديد فيه أن الشعر إلى جانب التشكيل قد شكلا منه جسدا واحدا،وهي لعمري التفاتة قوية من شاعرنا لتوظيف كل الفنون من إجل تقديم منتج شعري في حلة بديعة.
الديوان.قدم له الشاعر والناقد"سعيد ساجد الكرواني".وللإشارة فقد صدر للشاعر السعيدي من قبل ديوان "أزيز الصمت".
إطلالة سريعة على العناوين: تيه الرحيل،أنت هامش البداية،رحلة البداية،رجوع...أكاد أغرق، مناجاة،أزيلي الجدار،بداية الرحلة،ذكريات،الرحيل،حان الفراق، سفر1 ،سفر2 ،سأرحل،الرحيل،إنني راحل،انتظار،رحلة،احتراق،الرعشة الأخيرة،نشيد الوداع،اعترافان بعد الرحيل،اعتراف ما بعد النهاية،اعتراف ما قبل البداية،وأنت هامش النهاية كلها قضايا إنسانية لاتنضب ولاتفنى تجاوبت مع العنوان الرئيس للديوان.
لانختلف في كون الرحيل،التيه،الضياع،والسفر....كلها أشياء تنفر،لكن الشعر يجملها حينما يقبض الشاعر بمفاتيح وأدوات اشتغاله فنا،لغة،وإيقاعا.يقول الشاعر في قصيدة"سفر2" :
"مسافر نحو الهباءْ،
ممتطيا ظهر العدمْ،
أبحث عن سر الوجودْ.
دخلت خيمة الحقيقهْ،
رأيتها تسامر الشكوكْ،
وتهجر اليقين.."ص 56
طبعا كلما صادفنا نصا يغترف من أنهار التيه،والضياع إلا ونستحضر تجربة إليوت،والسياب،ونازك،وعبد الصبور،والخمار الكنوني....،وأيضا تجارب الشعر الرومانسي الموغل في الذاتية والشكوى ،إلا أن الشاعر المختار السعيدي لايكتفي بموضوعة الضياع،بل يجملها،ويمزجها بفسحة من التفاؤل،ويذر الباب مواربا لكل بصيص أمل.يقول:"سينتهي الفصل الأخيرْ،ويسدل الستارْ، لنبدأ الحياة. ص56.
مسألة أخرى لابد من الإقرار بها أن الشاعر وفي لعصره،لكنه ليس بجاحد لتراثه حينما يكرع من معين لغة الطائي،و المتنبي(قصيدة سفر1)،ويستثمر موضوعة "الفيس" اتساقا مع الذوق السائد للشباب طبعا بعين الناقد ( مجنون الفيس ص18).
إن الإبحار في يم الشعر جميل للغاية،والسفر على متن قصائد الشاعر المختار السعيدي تحتاج منا لوجستيك نقديا،وأناة،ولاسيما وقتا أطول حتى نفيَ الشاعر والمتن حقهما.إنه غيض من فيض.وإلى ديوان آخر وقراءة أخرى.

2 التعليقات:

  1. شكرا الشاعر المختار السعيدي ممتن لك؟دمت ببهاء.

    ردحذف
  2. المختار السعيدي7 مارس 2021 في 9:19 م

    الشكر موصول لك عزيزي يحيى ..دام لك الصفاء

    ردحذف

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي