الأحد، 14 يونيو 2020

القصيدة الكوفيدية - المختار السعيدي

Covid-19 Au Maroc : Le Bon Choix Du Confinement Précoce
القصيدة الكوفيدية

===========
كانت رغبتي جامحة في أن أتسلل إلى أسوار سجن C19، لعلني أظفر بلقاء شاعر سارت به الركبان، وصار حديث الشيوخ والصبيان؛ اشتهر بقصيدة يقال إن اسمها القصيدة الكوفيدية؛ لكن من الغريب ألا أحد يعرف عنها شيئا؛ سوى أنها أثارت الرعب بين الفيروسات التي أصدرت أمرها باعتقال الشاعر في زنزانة انفرادية؛ وحرمته من أن يتواصل مع نزلاء السجن الذي يثير اسمه الرعب بين بني آدم...قررت أن أخوض المغامرة ذات ليلة من ليالي مارس؛ وضعت كمامتي بعناية على وجهي لأتقي بها شر الوباء وأعين بعض البشر؛ وحملت معي قارورة المعقم الطبيعي الذي حضرته زوجتي بعناية؛ اصطحبت أحلامي وتسللت بين متاريس الوعي واليقظة؛ استغللت انشغال حراس الجهتين اليمنى واليسرى فولجت بحركة خاطفة؛ من حسن حظي أن الفيروس المسير للسجن أمر بوضع صفات السجناء بدل أسمائهم؛ لذا كانت عيناي متلهفتين تلتقطان الحروف المكتوبة بخط تاجي: صحفي..باحث عن الشهرة...متحد لكوفيد...قصاص..روائي...وأخيرا وجدتها: شاعر....وقبل أن أطرق الباب أحسست بحركة تقترب...أطل بعينيه المتقدتين، وكأنه كان ينتظر قدومي ليبدأ في قراءة القصيدة:
سجنونا بقـولهم: كوفـــــــــــيد.....أوَيَرْضى حرٌّ سَـــــبَاهُ العبيدُ
نسجوا من جدائلِ الخوفِ حبْلا.....إنّ حبل البــــهتان ليلٌ شديدُ
كمّموا أفـــــــواه البلابلِ كي لا..... يسطع النور إنْ شَدا الغِرّيدُ

فجأة يعم صمت مطبق...أحسست بحركة من الرواق الذي عن يميني...قفزت بسرعة البرق لأجد نفسي في البيت أتصبب عرقا...ومزيج من شعور الظفر بتلك الأبيات وحسرة عدم إتمامها يكلل شعوري المبهم.....
============
المختار السعيدي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي