الأحد، 10 نوفمبر 2019

النور - في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم - شعر: المختار السعيدي






النور
     شعر: المختار السعيدي








نَسيمٌ يهزُّ الروحَ، يَـخْتصرُ الـــــــــــمَدى  
فتَسَّاقطُ الأشواقُ عِشْـــــــــــــــــــــقا مُـــــــوَرَّدا
 وتُسْكبُ في كأْسِ الـْمَحَبَّةِ أحْــــــــــــــرفي
لِيَشْرَبها العشّــــــــــــــــــــــــــــــــــاقُ وِرْدًا مُقَصَّدا
ففي كلِّ حرفٍ سَكْرةٌ وتَوَلُّـــــــــــــــــــــــــــــــــــهٌ
يزيدكُ صَحْوا إنْ سَكرْتَ تهـــــــــــــــــــجُّدا
لَئِنْ راودَ العينــــــــــــــــــــــــــــــيـْنِ نومٌ لِلَحْظـــــــةٍ
فقلْبي يَبِيتُ الليلَ طفــــــــــــــــــلا مُسَهَّـــــدا
هو الحبُّ يَسْبي الصَّبَّ حتّى يذيــــــبَـــــــه
فكيْف إذا كانَ الحبيبُ مــحــــمـدا؟ !
وكيف يذوقُ الشَّهْد قلـــــبٌ ويرتـــــــــــوي
ولا يرْتقي في سُلَّمِ الوجْد مُنْشِـــــــــدا !
ومنْ لم يذقْ من رعْشةِ الحُبّ رشفـــــــةً
أضاع زهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــورَ العُمْر ثُمّ تبدّدا
أسافرُ في التاريخِ يحْـــــــــــــــــــــملني الــجوى
إلى سدْرة الإحسانِ كيْ أتـــــــــــــــــــجدَّدا
أرى النورَ في قلب الجزيرةِ باســــــــــــــــــــما
يُــــــــــــــجَـلِّلُ وجْهَ الدّهْر بُشْرَى  بأحْمدا
يضيءُ ظــــــــــــــــــــــــلاما كانَ يَنْسُجُ حَيْـــرَةً
ويُشْعِلُ في  دَرْب الحقـــــــــــــــــيقةِ مَوْقِدا
فيرْتَجُّ رعبا قلبُ كســـــــــــــــــــــــرى وعرشهُ
ويرتعدُ الرومانُ من رَجَّةِ الصَّــــــــدى !
سرى الحبُّ في كلّ الصدور بقُرْبـــــِــــــــــه
تجلّــى سنًا للتائــــــــــــــــــــــــــــــــــــهين ومقْصِدا
أزاح جبال الجَور بالرُّشْـــــــــــــــــــــــــــــــــــدِ رِقَّةً
وأزْهَـــــــــــــــــــــر رَوْضُ العدلِ حين تَنَــهّدا
ولمْ يَرْضَ بالشَّمْسَيْنِ يوما فشمْــــــــــسُهُ
تنيرُ ظلامَ الكونِ إنْ صار أرْمَـــــــــــــــــــــدا
إذا مرّ غيــــــــــــــمُ الحرفِ أبْرق ثغْــــــــــــــــــــرُهُ
ويُـمْطرُ غيْثَ الصَّفْحِ إنْ هوَ أرْعـــــدا
ترى الصدقَ نهرا قد سقى روضَ نطْقِه
فسال البيانُ العذبُ عِطْرًا وعسْجدا
يفوحُ نسيــــــــــــــــــــــمُ الخُلْدِ منْ كَلماتِــــــــــــه
ويُـمْسي عبيرُ الهدْيِ فيها مُــــــــــــــخَلَّــــدا
ورُبَّ سقيمٍ ذاق من حُلْوِ لفْــــــــــــــــــــــــــظِه
 فذابَ تُقًى من بعدما كان جَلْمَـــدا
 وكمْ مِنْ عدوٍّ جاء بالغِـــــــــــــــــــلّ حاقدا
وحينَ رأى الـــــــــــــــــــــمُـختارَ عاد موحّدا
وكم تائهٍ أغرى الأنامَ ضـــــــــــــــــــــلالُـــــــــــــــه
ولما اهْتدى  بالنّــــــــــــــور أصبح مُرشِدا
حبيبي رسولَ الله جِئْـــــــــــــــــتك، والأسى
يحاصِرُ أحْـــــــــــــــــــــلامي، ويَـخْنُق ما بَدا
حنيني إليك اليوم أضْحـــــــــــــــى سحابةً 
من العشق ساحت في عروقي توددا
وقد صارغيْثُ الحبِّ في القلبِ هاطلا
وصحراء روحي أزهرتْ بكَ سَرْمــــــدا
بك النورُ في جنبيَّ يُتْـــــــــــــــــــــلى قصـيدةً
وإيقاعُها نبْضُ الفؤادِ مُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــردَّدا
فإنْ سَمِعَ الأبرارُ بعضَ نشــــــــــــــــــــــــــــيدها
تَسَاقَوْا حروفَ العشق منها تــــــــــــعبُّدا
وإني لأرْجو بالمديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــح شفاعةً
لأنــْــــــــــــــــــــــــهَلَ منْ حوْضِ النبوّة مَوْرِدا
فلا الظمأُ الفتّاكُ يُذْبِلُ خاطــــــــــــــــــري
ولا جبــــــــــــل الزلّاتِ يحْجُب مشْهدا
هي النسمةُ الأولــــــــــــــــــــــــــى تدثّر أحرفي
أناجي بـــــــــــــــــــــــــــها اللهَ الرحيمَ لأَسْعَدا
وأشْرَبُ من نور الحبيـــــــــــــــــــــــــــــبِ مدامةً
بها الروح تصْفو ثمّ تســــــــــــــــــــمو تفرُّدا
صلاةٌ من اللــــــــــــــــــــه العظــــــــــيم رحيقُها
عليك رسول الله يا منْبَعَ الهُـــــــــــــــــــــدى




0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي