الاثنين، 27 أبريل 2015

فرعون ذو الأوتاد ، جديد أحمد مطر



شارك

الشاعر احمد مطر

رُسُلُ التَّخلُّفِ في بلادِ الضّادِ==يَستنكرونَ «خِلافةَ البغدادي»
ويُحَوقِلونَ تَهيُّباً وتَعجُّــــــباً==ممّا رأوا من جُرمهِ المُتمادي
فكأنّما هذا الخليفةُ «مأتَـمٌ»==وكأنّما هُم «فرقةُ الإنشادِ»!
وَكأنَّما الدُّوَلُ التي في ظِلِّهِمْ==أُنشِئْنَ مِن وَردٍ ومِن أورادِ!
وكأنَّ مَن فيهِنَّ لَيسَ طَريدَةً==مَنـــــــذورَةً لِحَبائِلِ الصَّيادِ!
                    * * *
أُبدي اندهاشِيَ للجريمةِ صارخاً:==ما لي أرى الأشباهَ كالأضدادِ؟!
ما للقُيودِ الجاهليّةِ صَلــــــصَلَتْ==مــــذعورةً مِن رنّةِ الأصفادِ؟!
هل قاتِلُ الآلافِ أبــــــــــــرأُ ذِمّةً==مِن قاتِلِ العَشَراتِ والآحادِ؟!
أم غارِزُ السكّينِ أسوأُ فِعـــــــلَةً==مِن غارسِ الألغامِ والأعوادِ؟!
الصّوتُ ذلكَ مُبتدا هذا الصَّـدَى==ولِسانُ حالِ المُنتَهي والبادي:
«الغَرْغَرينا» لم تَكُنْ لو لم يكُنْ==جُرحُ البلادِ مُبطَّناً بفَسادِ!
            * * *
ما دُقَّتِ الأوتادُ فينا صُـــــــدفَةً==بَل دَقَّها فِرعونُ ذو الأوتادِ!
ولَهُ سَوابِقُهُ بتصديـــــرِ الأذى==لِيَــــصُدَّهُ.. ويَعودَ بالإيرادِ!
ولَهُ عَبيدٌ سادَةٌ قد سَـــــــوَّدوا==أيّامَنا.. مِن قَبلِ هذا السّادي.
أم أنَّ ثَوراتِ الشّبابِ تَفَجّرَتْ==مَلَلاً مِنَ التّدليلِ والإسعادِ؟!
كانوا على مَرِّ الزَّمانِ يُرونَنا==فِعْلَ اللُّصوصِ.. ومَنطِقَ الزُّهّادِ
ويُفَصّلونَ الدِّينَ حَسْبَ مَقاسِهم==ثَوباً.. على جَسَدٍ مِنَ الإلحادِ!
رَصَدوا السّلاحَ.. فما تَرصَّدَ غازِياً==ولِقَتلِنا.. قد كانَ بالمِرصادِ!
رَقَدوا.. ولم يستيقِظوا حتّى علا==سَوطُ الوَعيدِ بزجْرَةِ الأسيادِ
فَتَذَكَّروا معنى الحياةِ، ولَمَّعوا==صَدَأَ السّلاحِ.. بصَرخةِ استنجادِ!
هُم لا تَقومُ صِلاتُهم إلاّ على==تَقطيعِ حَبْلِ الناسِ بالإجهادِ
هُم لا تُقامُ صَلاتُهُم إن لم تكُنْ==بِإمامَةِ «السِّي آيِ» و(الموسادِ)!
وهُمُ الحَديدُ وخَصْمُهُم مِن جِنسِهِم==وجَميعُهُم برعايَةِ الحَدّادِ!
فَعَلامَ يأنَفُ لاعِبٌ مِن لاعِبٍ==وكلاهُما عُضْوٌ بنَفسِ النّادي؟!
***
تُبدي الجَريمةُ دَهشَةً مِن دَهشَتي:==أَوَ ما رأيتَ تَنافُسَ الأوغادِ؟!
أصْلُ الحكايَةِ غَيْرَةٌ وتَحاسُدٌ==ما بَينَ جيلِ النَّشْءِ والرُّوادِ!
يَتفارَقونَ بِشَكْلِهِم، لكنَّهُم==رَضَعوا حليبَ طِباعِهِم مِن زادي.
وأنا رَؤومٌ، لا أُفَرِّقُ بينَهُم==هُم في النّهايَةِ.. كُلُّهُم أولادي!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي