فَصْلُ المَقال في ما بيْن البغرير والتعليمِ من اتّصال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تساءلْتُ كثيرا عن سر هذه الضّجة التي أثارها البغرير، وعن سبب تداولِه في الصفحات أكثر من صِنويْه: البريوات والغريبة، رغم أنّ بعْض المجتهدين نقَّب عن الأصول الفصيحة لكلمة البغرير مما لم يخطر على بال المسؤولين، إذْ صرّح مديرُ المناهج بأن الأكلات لا مقابل لها في الفصيح.....
بحثْتُ عن العلاقة الكامنة التي جعلت البغرير يتربع على عرش الصفحات والمنتديات والحوارات...حتى أصبحت الكلمةُ أشهرَ من نار على عَلَم...غير أن الأمر لم يستغرق وقتا كثيرا فقد ظهر الاتصال بين البغرير والتعليم واضحا جليا من خلال علاقة المشابهة التي تجمع بين الأكلة المغربية الشهيرة وواقع التعليم:
إنها كثرة الثقوب
وإذا كانت ثقوبُ الأكلة واضحةً جلية تُدْرك بالحس دون عناء، وهي من سمات الطهي الجيد😉، فإنّ ثقوبَ التعليم كثيرةٌ متنوعة يعيش مرارتها المغاربة قاطبة، وهي من سمات التخلف في سلم التنمية البشرية...ولعل أكبر ثقب يتجلى في عدم الحسم في لغة التدريس، وليس هناك دولة تحترم نفسها تدرس العلوم بغير لغاتها الرسمية...بل إن التعليم العالي مازال خاضعا للغة المستعمر التي تسيطر على شرايين الإدارة والاقتصاد، حتى أصبح من باب الحلم أن ندْرُس العلوم بلغاتنا الرسمية...ويا للعجب...ثقوب أخرى تعاني منها المنظومةُ: التعاقد، المناهج، غياب الحكامة.... لكن رغم ذلك فقطار التعليم يسير بفضل تضحيات أبنائه البررة الذين أشد على أياديهم، وأهنئهم على ما يبذلونه من تضحيات رغم كيد الحاقدين....
ـــــــــــــــ
المختار السعيدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق
قراءنا الكرام في مدونة المختار نلتقي، وبالحوار الهادف نرتقي