فرض محروس في مادة اللغة العربية الثانية آداب و علوم إنسانية
الأستاذ:
المختار السعيدي
لدغتان
تهلل
وجه أمها الشاحب بشرا ، التف حولها إخوتها فرحين ، ألقت بحقيبتها الثقيلة ...سبحان
الله ، مرت
سنوات الجامعة بحلوها و مرها كلمحة بصر ! حمدت الله على نجاحها و حصولها على الإجازة رغــــم الآفاق
الموصدة أمامها ....
رسالة تنتظرها ، فضت الظرف متلهفة أمام نظرات
أمها و إخوتها ...إنها دعوة من صديقتها فوزيــــــة لحضور حفل زفافها ....ضمت
بطاقة الدعوة إلى صدرها ، و صارت فرحتها فرحتين ، لفتها الســــعادة بجناحيها ...
فوزية أكثر من صديقة ، رفيقة صباها و طفولتها ، و كم وقفت إلى جانبها في محنــــــــها الكثيرة حين تخلى
عنهم أبوها ، و لولاها لما استطاعت متابعة دراستها ... لم تشعر يوما بأن ثمة هـــوة
تفصلها عنها ، الغنى و الفقر رغم تضادهما يذوبان من أجل الصداقة ... و لكنها كانت
تعيب على فوزية عدم طموحها و حصولها على ما تريد بـأي ثمن ، و كان الخلاف يدب
بينهما حين تحفزها على الاجتهاد في دراستها ، فترد عليها ساخرة : " و ماذا
أفعل بالشواهد ، صداع الرأس ؟ إني أنتظر اليوم الذي يأتي فيه ابن الناس و يطير
بي !!"
وصمتت هنيهة
ثم نهرتها :
لو كنت مكانك لما تركت خطيبي ، و ذهبت إلى
الجامعة .
فقاطعتها :
إنه يقدر
طموحي ... لا تنسي أنه ابن الجيران و يعرف ظروفي جيدا .
فعلقت فوزية مستهزئة :
مشكلتك يا صديقتي أنك تريدين الاستحواذ على كل
فرص الحياة ، و الحياة قصيرة متقلبة ، قد تمنحك فرصة للنجاح و تسلبك أخرى ،
فالبهلوان الذي يحاول الإمساك بكل الكرات ، قد تنفلت منه كرة !
و لاذت بالصمت
، أحيانا يحيرها صمتها ... ففوزية لا تتكلم كثيرا ، و أحيانا لا تفصح البتة عن
رأيها و لا عن مشاعرها إلا إذا صمتت فترة طويلة ، و كأنها تخطط بدقة لمعركة ....
تلاشت علامات
الفرح من محياها ، و هي تفكر فيما تهديه لصديقتها فوزية ، ماذا عساها أن تهديها و
اليد قصيرة ؟ و لم يبق أمامها متسع من الوقت ... لا تدر لم تسرعت فوزية في زفافها
هذا ...فكرت أن ترتجل قصيدة شعر لإلقائها في الحفل ، لكن فوزية لا تحب الشعر
...فغرت فاها لما أعطتها أمها منديلا أنـــــهت تطريزه ، لتهديه لصديقتها ...فأمها
لا تؤمن بالصداقة ، و كثيرا ما أحرجتها مع صديقتها ... طبــعت قبلة على خد أمها ،
و قبل أن تشكرها قالت الأم : - إني أكن لفوزية ودا عميقا ... لكنني لم أعــــــــــــد
أؤمن بالصداقة ، منذ أن تزوج أبوك صديقة عمري ، و ألقى بنا إلى الشارع !
فأجابتها
متضاحكة :
يا أمي ، إن
كان كل الناس من طين ، فإن أخلاقهم ليست من طينة واحدة !
نظرت إلى
ساعتها صارت تطوي الطريق جريا ... لاهثة ، اقتحمت النساء و الورود و الدفوف ،
العروس على أهبة الزفاف ، تتلألأ في زينتها كالبدر .... شدت على كفيها بحرارة تدعو
لها و تهنئها ، وقد أذرفت دموع الفرح ... ترتفع دقات الدفوف و الأهازيج و الزغاريد .... أسندت ظهرها إلى الحائط ،
حاولت أن تتوارى خلف باقات الورود ، إلا أن قدميها شُلَّتَا ، جف حلقها ، و قد
خيمت على بصرها غشاوة سوداء ، قامت لئلا تسقط أرضا ... حدقت في وجهه ثانية ، يجب
أن تصدق أنه هو بعينه ، خطيبها الذي كان يقسم أنه سينتظرها العمر كله ... رمقها
بنظرة خاطفة و وجهه يتهلل فرحا ... تجاهلته ، و بقدر الألم الــــــذي يتأجج
بداخلها ، حاولت رسم ابتسامة على شفتيها المخدرتين ، إلا أنها لم تستطع .لحظتها
فقط ، صدقت مقولة أمها : " حين تلدغ المرأة من أعز صديقاتها يكون الألم
أفظع !"
لا لن تبكي
أمام العروسين و المدعوين ، لن تسمح للحزن الملتهب في أعماقها أن يطفو على وجههـــا
... و يباغتها طائر الشعر ، فتمسك بقصيدة رثاء ، ترثي فيها جثتي حب و صداقة كبيرين
، تحتضران بين الزغاريد و الورود ....
نبيلة
عزوزي " لا تئدني مرتين " مجموعة قصصية ص 87
كاتبة مغربية حائزة على جائزة القصة القصيرة
للمبدعين الشباب بمناسبة انعقاد الملتقى
الدولي الرابع للأدب الإسلامي عام 2004
بفاس
أولا النصوص الأدبية ( 14 نقطة )
اكتب
موضوعا إنشائيا متكاملا تحلل فيه هذا النص مسترشدا بما يلي :
- وضع النص في سياقه التاريخي و الأدبي
- صوغ فرضية لقراءة النص انطلاقا من عنوانه و
الجملتين الأولى و الأخيرة
- تلخيص المتن الحكائي للنص
- تحليل
الشخصيات و البنية العاملية و الزمان و المكان و الخطاطة السردية ، و السرد و
الحوار و أسلوب القصة و لغتها
- تركيب خلاصة للمعطيات السالفة ، و الكشف عن
مقصدية القاصة ، و التأكد من صحة الفرضية
ثانيا المؤلفات : ( 06 نقط )
جاء في رواية اللص و الكلاب :
" قمة النجاح ان يقتلا معا ، نبوية و عليش
، و ما فوق ذلك يصفى الحساب مع رؤوف علوان ، ثم الهرب ، الهرب إلى الخارج إن أمكن
.و لكن من يبقى لسناء ؟ الشوكة المنغرزة في قلــــــــــــــــــــــــــــبي
" اللص و الكلاب ص 59
اكتب
موضوعا متكاملا تحلل فيه هذا النص مسترشدا بما يلي :
- وضع المؤلّف في سياقه التاريخي و الأدبي
- تتبع الحدث في الرواية
- تقويم القوى الفاعلة في هذا المقطع .
بغينا تصحيح عفاكم
ردحذف