دموع الصب أكبر برهان !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعبْتُ مِن الأحْلام في
ليْل أحْزاني == فلُمّي شَتاتي يا ضِياءً بِوِجْداني
جَنيْتُ من الصمْت المُريب
عشيّةً == أسًى حارِقا لم يُبْقِ لي غَيْر
خِذلاني
يصدّ تباشير الْهوى بعْد
هبوبِها == صدودا يُسِحُّ الدمْعَ من نبْضِ شِرْياني
دموعٌ وأنّاتٌ تَهاطل مُزْنُها
== فأزْهرتِ الآلام في كلّ أرْكاني
خرجْتُ إلى الرّوض الأنيق لأرْتعِي
== حلاوةَ حُبٍّ مُورقٍ بيْن أحْضاني
أويْتُ إلى ظلّ المحبّةِ،
والْجوى == يقَطّر نيرانَ النّوى فوْق نيراني
يلُفّ اكْتئابي في حقائب
حسْرتي == ويرْمي بجمْر الشكّ في بحْر أشجاني
أتيت بخيْباتي إلى القلْب
قائلا: == " أليس دموعُ الصبّ أكبرَ
برهان؟
دلائلُ حبي أنّني ذقْتُ خَمْرَهُ
== رحيقا سَما بالروح فازْداد إيماني
جرى سلْسبيلًا دافقا في
مفاصلي == أزال اصْفرارا عَنْ وُريْقاتِ أغصاني
كأن احتراقَ الصبّ في
عرْصة النوى == فناءٌ رماه الموت من صدر بركانِ
بنيْتُ بآهاتي صروحا منَ
الهوى == يسير لها العشاق زحفا بإمعانِ
حنانيك يا قلب اعْتبر
بخطيئتي == بذنْبي، فإن الذنب بالذنب أغْراني
أتيْتك أرجو ثورةً ضدّ
بعضنا == يموت ويفنى بعْدها كلُّ بهْتانِ"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المختار السعيدي – 29 – 30
يناير 2017